|
تعتبر خشونة مفصل الركبة من أكثر الأمراض التي تصيب مفصل الركبة وتسبب آلام بالمفصل وخاصة في كبار السن، حيث ينتشر أكثر بين الإناث وخاصة بعد سن 45 عاما. ويعتبر مفصل الركبة أكبر مفاصل الجسم حيث يحتوي على الغضاريف الداخلية ومجموعة من الأربطة التي تتحكم في ثبات المفصل أثناء الحركة والمشي، وأي إصابة أو تآكل بهذه الغضاريف أو الأربطة يؤدى إلى العديد من المشاكل التي تؤثر على حركة المفصل وتسبب آلام مبرحة به.
زيادة الوزن هي السبب
كما يمكن أن تكون ناجمة عن زيادة الوزن أو الجلوس مع ثنى الركبتين لفترات طويلة، وكذلك بعد الإصابات والكسور الممتدة لداخل مفصل الركبة، أو نتيجة قطع مزمن في الرباط الصليبي أو الغضروف الهلالي، أو في بعض الأمراض كالنقرس وهشاشة العظام والروماتويد المفصلي. وتحدث خشونة مفصل الركبة بداية مع حدوث احتكاك عظمي ينتج عنه تآكل بالغضاريف الداخلية لمفصل الركبة مع حدوث التهاب وتضخم بغشاء المفصل ينتج عنه إفراز مادة كيميائية تؤدى لحدوث تآكل بالطبقة الغضروفية المحيطة بعظام المفصل والذي يؤدي لحدوث تقرحات ويؤدى تبعا لذلك أن يفقد المفصل صفة أن يكون سطحه الخارجي أملس فيفقد المفصل السائل الداخلي الذي يحميه من الاحتكاك مما يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية.
الطقطقة من المضاعفات
ومن المضاعفات في حالة تآخر العلاج تكون زوائد عظمية مع تضخم واضح بغشاء المفصل وحدوث ضمور بالعضلات المحيطة بمفصل الركبة ويتبع ذلك آلام زائدة لا تستجيب بشكل واضح للأدوية ويكون تأثيرها مؤقت وكذلك حدوث نقص بحركة المفصل عند الفرد والثني والشعور بطقطقة أو أصوات عند تحريك المفصل يمكن أن يؤدى في حالة عدم العلاج لفقدان وظيفة المفصل تدريجيا وتيبس في حركة مفصل الركبة.
الخشونة آخر المطاف
وينتج عن كل مسبق ذكره من تغيرات مرضية داخل مفصل الركبة شعور المريض بألم شديد عند استخدام المفصل المصاب في المشي أو الوقوف خاصة في الصباح بسبب التيبس المفصلي، وكذلك صعوبة الجلوس على الأرض وذلك بسبب نقص ليونة المفصل وحدوث الخشونة.
ومن أعراض خشونة مفصل الركبة حدوث آلام بمفصل الركبة، ووجود انتفاخ وتورم واحمرار أو حرارة حول مفصل الركبة، وكذلك نقص بحركة المفصل أو صعوبة في المشي أو الجلوس مع ثني الركبتين.
ويمكن تشخيص خشونة مفصل الركبة بالكشف الإكلينيكي على المريض وكذلك عمل الفحوصات المعملية لتحديد وجود أي أسباب مرضية للخشونة، وكذلك عمل الأشعات العادية للركبتين التي يمكن أن توضح وجود أي زوائد عظمية وتشوهات في المفصل أو التواء في الساقين، وفي بعض الحالات قد يلزم إجراء أشعة رنين مغناطيسي لتقييم حالة الغضروف بشكل دقيق.
حقن الركبة
وعن طرق العلاج يمكن استخدام الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والأدوية المسكنة للآلام، وذلك عن طريق الفم، أو كمراهم موضعية، أو عن طريق الحقن الموضعي داخل الركبة لمادة Hyaluronic acid وهي مادة لزجة تساعد على تغذية المفصل وزيادة الليونة للمفصل والحركة، وليس لها آثار جانبية، كما إنها في معظم الحالات يمكن أن تجنب المريض اللجوء إلى التدخل الجراحي.
وفي بعض الحالات المرضية المتأخرة في العلاج أو عندما يكون المريض غير منتظم في العلاج أو اتباع تعليمات الطبيب المعالج يكون اللجوء للتدخل الجراحي هو البديل. وهناك عدة طرق للتدخل الجراحي مثل عملية منظار مفصل الركبة والتي يمكن عن طريقها عمل تنظيف للمفصل وإزالة الجزء المتضخم من الغشاء السينوفى لمفصل الركبة وهو من المسببات الرئيسية لألم المفصل، كما يمكن إزالة الغضاريف المتآكلة والقرح لمنع تفاقم الخشونة. أما في حالة اعوجاج الساقين فيمكن إصلاح الاعوجاج بالتدخل الجراحي والتثبيت الداخلي بشرائح ومسامير. وفي حالات قليلة عندما يعاني المريض من تيبس بمفصل الركبة يكون اللجوء لعملية استبدال المفصل هي الحل الأخير على الرغم مما تحمله هذه العملية من خطورة ومضاعفات بعد العملية. ولنلك ينصح المريض الذي يعاني من أعراض خشونة مفصل الركبة بسرعة استشارة الطبيب المعالج وذلك لتجنب حدوث مضاعفات أو تدهور الحالة المرضية واللجوء في النهاية لعملية استبدال مفصل الركبة.
وحدة جراحة العظام والمفاصل