بلادنا والتميز إن لم تخني الذاكرة فهو عنوان كتاب للدكتور عبدالرحمن العشماوي أستعيره كعنوان لهذه المقالة فلم أجد أنسب منه.
بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد ميزها المولى سبحانه وتعالى عن بقية بلاد العالم بقدسية أرضها لكونها أرض البيت الحرام الذي قال الله عنه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} فجعل الله هذه الأرض مقصدا مقدساً للناس من كل فج بعيد، يأتون فرحين مستبشرين يدفعهم الأمل في فضل الله ورحمته.
هذا الجانب وأعني وجود بيت الله الحرام وكذا مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف من أعظم ما يميز هذه البلاد عما سواها من بلاد العالم، بل هي الميزة الحقيقية والكبرى.
هذا التميز له تبعات عظيمة ومهمة يجب علينا إدراكها وعدم التهاون في تبعاتها، وقد أدرك قادة هذه البلاد ذلك الأمر منذ الدولة السعودية الأولى والى هذا اليوم، فها هو خادم الحرمين الشريفين يؤكد بين يوم وآخر على أهمية تميزنا وعظم مسؤوليتنا أمام العالم وخاصة الإسلامي.
وإن مما يثير الاستغراب والاستنكار أن يقول قائل لماذا نحن دائماً نرى أنفسنا مختلفين عن الآخرين ؟ بل ويزيد في جهله ويرى أننا الأقل !!
بلادنا وشعبنا متميز ليس استعلاءً وإنما فضل له تبعات جسام يجب أن نكون أهلا لها، قائدنا من بين قادة العالم يسمي نفسه خادماً، بينما الآخرون يبجلون أنفسهم ويمنحونها من الألقاب والعظمة فوق قدرات البشر من جلالة وسلطنة وباشوية وزعامة وملكية عظمى، وقائد هذه البلاد يقول: إنه خادم للحرمين وخادم حجاج بيته وزوار مسجد رسوله عليه الصلاة والسلام.
بلادنا والتميز... حامية لشريعة الله مدافعة عن عقيدة الإسلام محاربة لكل إلحاد وزندقة، ولذا قال ما قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل نائب أمير القصيم من هذا المنطلق الشرعي الصحيح.
قال أرفض ولم يقل لا أرى أو أحبذ بل قال أرفض ولا يشرفني دفاعاً عن عقيدة الإسلام وعن منهج هذه الدولة الصحيح المبني على العقيدة الصحيحة.
فيصل بن مشعل لما يأت في الحقيقة بجديد وإنما أثبت حقيقة هي ما تسير عليه الدولة السعودية المباركة وهو محاربتها للإلحاد والزندقة وكل ما يمس عقيدة التوحيد.
رؤية نائب أمير القصيم في هذا الشأن لا تخصه وإنما هي رؤية جميع ولاة أمر هذه البلاد وأهل هذه البلاد، ومن شذ فلا حكم له ولا كرامة له.
أثار تعجبي قول بعضهم: إن الأمير لا يمثل نفسه وإنما يمثل جميع أطياف الشعب وكان من المفترض ألا يقف هذا الموقف من فكر يوافقه أو يخالفه !!! فكر ؟! أي فكر يحاد الله ورسوله ؟! هل الإلحاد فكر أو ثقافة أو وجهة نظر ؟؟
نختلف ونتفق عامة وعلماء وقادة حول بعض القضايا، ولكننا لا يمكن أن نناقش قضية إلحاد ونقول: عنها (جدلية) أي جدلية في إنكار وجود الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا ؟؟؟!!
بلادنا والتميز... حقيقة يجب أن ندركها وندرك مسؤوليتنا تجاهها، وان لهذا التميز تبعات كثيرة جسيمة يجب ألا نفرط فيها.
قدرنا الجميل العظيم أن نكون خداما لبيته الحرام ومسجد رسوله الكريم وعقيدة الإسلام وهو شرف الكل يتمنى أن يناله فحري بنا أن نكون أهلا لهذا الفضل وأن نعض عليه بالنواجذ لنفوز بخيري الدنيا والآخرة.
والله المستعان،،،
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118