“على الرغم من أنني كنت طالبة في الصف الخامس في عام 2009، لكنني قررت نقل هذه المخاوف التي تعانيها الطالبات إلى العالم الخارجي. لهذا السبب أرشدني أبي إلى كتابة يومياتي بانتظام ونقل مشاعر زميلاتي وجاراتي اللاتي تعرضن للإرهاب”.
لم تكن ملالا، الفتاة الباكستانية قد تجاوزت عامها الحادي عشر عندما بدأت تكتب على مدونة باللغة الأردية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) منتقدة أعمال العنف التي يرتكبها عناصر طالبان الذين كانوا يحرقون مدارس البنات، ويقتلون معارضيهم في وادي سوات وفي المناطق المجاورة بباكستان منذ 2007م.
وقالت ملالا في مقابلة تلفزيونية قبل عام تقريبا: “دُمِّرت ما يزيد على400 مدرسة بشكل كامل على يد المقاتلين، وأنا أود العمل من أجل إعادة بناء المدارس المدمرة”.
وكتبت الطفلة: “كنت خائفة من مشاهدة صور الجثث المشنوقة في سوات. لكن قرار منع الطالبات من ارتياد المدارس كان صادما بالنسبة لي وقررت الوقوف ضد قوى الرجعية”.
حتى ذلك الوقت كانت ملالا تخفي شخصيتها الحقيقية كمدونة وناشطة اجتماعية. لكن بعد أن طهر الجيش الباكستاني سوات من طالبان، وكشف الإعلام الباكستاني عن الشخصية الحقيقية لهذه المدونة الصغيرة، وفي الحال تحولت ملالا إلى شخصية شهيرة في الصحف والقنوات الإخبارية المحلية أو العالمية وانهالت الجوائز عليها.
قبل أيام، كانت حافلة المدرسة تنقل الفتيات إلى منازلهن، حين صعد مسلحون ملثمون إليها وطلبوا من السائق ان يُعرّف عن (ملالا يوسف ضي).
صرخ أحدهم “من ملالا، تكلموا وإلا فسأطلق النار عليكم جميعاً”. عرفها فأطلق عليها رصاصتين، الأولى استقرت في الرأس والثانية في الرقبة، وأُصيبت معها فتاتان أخريان. نُقلت الفتيات على عجل إلى المستشفى، انتُزعت الرصاصات من جسد ملالا. قال الأطباء إن هناك أملاً 70 في المئة بأن تُشفى. رُفعت الصلوات من أجلها، ودانة الإنسانية الجريمة، التي ارتُكبت ضدّ طفلة.
الثلاثاء الماضي، أعلنت طالبان عن مسؤوليتها عن الاعتداء، ولاحقا قال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية إحسان الله إحسان “عرضت ملالا نفسها للخطر لدورها الرائد في الدفاع عن العلمانية والاعتدال التنويري المزعوم”!.
وأضاف: إن “حركة طالبان الباكستانية لا تؤمن بالتعرض للنساء، لكن كل من يقود حملة ضد الإسلام والشريعة يقتل”، موضحا أن سنها ليس دافعا للرأفة بها..!
بل هو “واجب شرعي، يجب قتل كل شخص متورط في قيادة حملة ضدّ الشريعة، وكل من يحاول أن يدفع المجتمع إلى الانخراط في هذه الحملة، وتلك الشخصية (ملالا) باتت رمزاً للحملة المناهضة للإسلام”.
الحادثة أكدت هزيمة الرجعية متمثلة في حركة “طالبان”،وفكرها أمام فتاة بالكاد تبلغ الثالثة عشرة، وحدت باكستان والعالم حولها، حيث شجاعة الحرية والحق وقوة النور قادرة دائما على إلحاق الهزيمة بقوى الشر والظلام والرجعية، أين كان موقعها الجغرافي ومستقرها وهمجيتها.
اللهم احمنا من فكر طلباننا!