هناك طلاب جامعيون كثر وجدوا أنفسهم للأسف مجبرين على الالتحاق بكليات لا يرغبونها على الإطلاق. بالطبع لا نتوقع أي إنجاز نوعي من طالب جامعي وجد نفسه يدرس في كلية أو تخصص ليس لديه أدنى رغبة فيه. قد يقول قائل إننا لو وجهنا الطلاب إلى الكليات بحسب رغباتهم وميولهم فقط لربما وجدنا غالبية طلابنا يتكدسون في كليات محددة لها بريقها الاجتماعي والمهني، وهذا القول يمكن الرد عليه بما يلي: أولا: يؤكد البحث والنظرية التعليمية أن ميول الطالب ورغباته تحسم إلى حد كبير مدى نجاحه في أي تخصص يختاره، بل إن الرغبة تقلل فرص الفشل الأكاديمي، ثانيا: إن إجبار الطالب على دراسة تخصصات لم تكن إطلاقا في مخيلته سوف يدمر إنجازاته المستقبلية ويؤثر سلبا على جودة المخرجات الجامعية، ثالثا: المبالغ التي تصرفها الجامعة على طلاب يدرسون بكليات لا يرغبونها تعتبر أموالاً مهدرة، ويجب إعادة توجيهها للصرف على طلاب يدرسون في كليات يميلون إليها ولديهم الاستعداد الكافي، رابعا: يجب أن نفكر في أسلوب مبتكر يجمع بين الاستجابة لميول الطالب ورغبته واستعداده من جهة، ودرجاته من جهة أخرى، وهذا بالطبع سوف يتطلب منا تطوير أدوات موثوقة تكشف عن درجة ميول واستعداد الطالب لدراسة تخصص بعينه، خامسا: يجب أن نمنح طلابنا الفرصة ليثبتوا قدرتهم في التخصص الذي اختاروه، وأن نقدم لهم دعما تعليميا كافيا قبل أن نحكم على نجاحهم، ولا أظن أننا نحتاج في كل ذلك إلى إعادة اكتشاف العجلة.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود