أمام بشار الأسد خمسة خيارات للسقوط، من المؤكد أن يتحقق واحد منها، خلال مسافة زمنية، هي أقرب مما يعتقد نظام الأسد، وأبعد مما يعتقد الثوار السوريون.
الخيار الأول: نظام الأسد يُصعّد من وحشيته الجنونية في ارتكاب المجازر، ويعمل على قلب عالي سوريا سافلها، مُرغماً الشعب السوري على الدفاع عن نفسه، مُستدرجاً كثيرين إلى حرب مذهبية؛ ما سيُفضي إلى انتصار الثورة، بانتفاضة شعبية ملايينية كاسحة، تنتهي ببشار الأسد وأركان نظامه إلى المصير نفسه الذي آل إليه معمر القذافي وبطانته.
الخيار الثاني: بمكابرة جبروتية يصر الأسد على بقائه في السلطة؛ ليـُحوّل سوريا إلى مقابر جماعية، لكن حين يتأكد أركان بطانته، في وقت ما، من دنوّ أجل النظام، سيُسارعون إلى تنفيذ ما يُعرف بـ»انقلاب قصْر» ضد الأسد. وكما أعدم الشعب الروماني رئيسه (نيكولاي تشاوشيسكو) في بث تلفزيوني حي العام 1989م، بُعيد سنة من انطلاق الثورة ضده، يقوم كبار ضباط الأسد بإعدامه.
الخيار الثالث: على المدى القصير يبدأ انهيار اقتصادي وسياسي كامل لنظام الأسد، مماثل لانهيار نظام (ميلوسيفيتش) في صربيا. ومع أنه عمل جاهداً لتفتيت يوغوسلافيا وتقسيمها، في أوائل التسعينيات، فقد انتهى المطاف بـ(ميلوسيفيتش) العام 2001م إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث لم يفُهْ بحرف واحد طيلة جلسات محاكمته. وفي العام 2006م، أي بعد 15 سنة من انطلاق الثورة ضده، سقط جثة هامدة بسكتة قلبية في زنزانته.
الخيار الرابع: يتنحّى بشار الأسد عن الحكم ويُسلمه لنائبه، إلا أنه يُعتقل على أساس وعد بمحاكمة عادلة، في نطاق صفقة دولية للانتقال السياسي. ثم يُقدم للمحاكمة التي يُمكن أن تستغرق عشرات السنين، وهو قابع في زنزانته الانفرادية، لا يلوي على شيء.
الخيار الخامس: يهرب الأسد من سوريا، بعد أن يُبرم صفقة مع روسيا أو إيران، لاستضافته وعائلته، مثله مثل (جان كلود دوفالييه) ديكتاتور هاييتي الذي استضافته فرنسا بعد سقوط حكمه العام 1986م، حيث عاش فيها حياة النعيم مرفهاً آمناً.
المشكلة في هذا الخيار الخامس أن الطقس الروسي لن يُلائم بشار الأسد وعائلته.
أما استضافته في إيران فذلك مرهون ببقاء نظام ولاية الفقيه.
Zuhdi.alfateh@gmail.com