ممارسة حق النقد في الإعلام بشكل عام تواجه رفضا من بعضهم الذين يرون أن في ذلك تجاوزا للكثير من الخصوصيات خاصة بعد الانفتاح الأخير في وسائل التواصل التقني مما جعل هامش الحرية كبيراً بعد مرحلة زمنية كان خلالها الإعلام مكبلاً وموجهاً رغم وجود بعض التجاوزات حينها إلا أنها تواجه بقرارات (اضطهادية) لا تستند على نظام أو قانون وحتى الدفاع عن النفس وهي أبسط الحقوق لايجدها الإعلامي متاحة أمامه.
في كثير من الأحيان يرى بعض المسئولين أن النقد في الإعلام المفتوح هو بدوافع شخصية لا إصلاحية، وتلك مشكلة يعاني منها المسئول لأنه يعيش أحياناً في مجتمع لايؤصل ثقافة المحاسبة للمقصرين وبالتالي يعتقد أن أي إبراز لسلبياته وأخطائه هو تشهير وتصيد للأخطاء فقط وبدلاً من محاولة التصحيح وتقبلها على أنها تقويم لعمله يكرس جل وقته وعلاقاته للدفاع من أجل تحسين صورته الخارجية فقط.
المجال الرياضي وهو جزء من منظومة العمل في الدولة بل إنه متعلق بالشريحة الأكبر من الشعب وهم الشباب ومن الطبيعي أن تكون الأضواء مسلطة على المؤسسة الرياضية بكل فروعها سواء على مستوى الإعلام المرئي أو المقروء أو المسموع وكافة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتلك ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع هامش حرية النقد وإيصال صوت الجميع دون حجب أو تكميم أفواه.
طيلة مشواري الإعلامي الذي يمتد لخمسة وعشرين عاماً وأنا أمارس حق النقد الموضوعي البعيد كل البعد عن الشخصنة وهو الأمر الذي سأحاسب عليه دنيا وآخرة لكن المتحدث الرسمي لرابطة المحترفين الإعلامي أحمد المصيبيح جير كل انتقاداتي لبعض الإجراءات والأنظمة في الرابطة إلى أنها شخصية ضد رئيس الرابطة محمد النويصر وهو الذي لاتربطني به أي علاقة لا من قريب ولا بعيد وبالتالي عندما انتقد وأبرز ملاحظات يتفق معي فيها جل أعضاء الرابطة من الأندية فهذا يعني أنها ملاحظات صحيحة لم يستطع النويصر أو المصيبيح نفيها فهذا على الأقل دليل كاف على أنني لا أشخصن الأموركما اتهمني بذلك المصيبيح إرضاء لرئيس الرابطة.
كل ما أتمناه من مسئولي الرابطة بدلاً من الدفاع عن الأخطاء والملاحظات التي يبرزها الإعلاميون أن يتقبلوها بكل رحابة صدر ويعملوا على تصحيحها بدلاً من الاتجاه للإعلام لصد تلك الانتقادات وزيادة على ذلك كيل الاتهامات على طريقة قابل الصياح بالصياح تسلم وكأن العمل يسير في الاتجاه الصحيح.
وهنا ومن منبر صحيفة الجزيرة أؤكد أنني لم ولن أرضخ لتهديد أو حتى محاولة شتم أوتشويه السمعة من أجل التنازل عن قناعاتي التي أتحدث بها إعلامياً بناء على وثائق ومصادر مؤكدة لا تقبل الشك وبالتالي سأستمر على هذا المنوال ولن أخشى في ذلك لومة لائم.
عودة المنتخب مع ريكارد
لازالت الجماهير السعودية ترى أن عودة المنتخب آسيوياً غير ممكنة على الأقل في الوقت الحاضر إذا استمر الوضع الحالي للمنتخب بنفس عناصره الفنية واللاعبين وظهر ذلك بوضوح بعد نتيجة القرعة التي أوقعت المنتخب في مجموعة الصين والعراق واندنوسيا التي عبرت بعدها الجماهير السعودية بصعوبة المجموعة مقارنة بمستوى المنتخب في السنوات الأخيرة والحقيقة أن المنتخب لو وقع في أي مجموعة ستكون بالنسبة لنا صعبة وليست هذه المجموعة فقط..
المنتخب السعودي لازال فاقداً لهويته داخل الملعب ومعها فقد النتائج الإيجابية سواء في المباريات الرسمية أو حتى الودية وعودة المنتخب لن تأتي إلا بالثقة التي ستحضر من خلال تحقيق الانتصارات رسمياً وودياً.
لكن السؤال هل الجهاز الفني بقيادة ريكارد قادر على ذلك؟!.
المؤشرات حتى الآن لاتطمئن على أن عودة المنتخب للواجهة الآسيوية ستكون من خلال الجهاز الفني الذي يقوده حالياً الهولندي ريكارد الذي لم يستطع رغم مضي عامين على اعتلائه هرم الجهاز الفني لمنتخبنا أن يصنع له هوية داخل الملعب أو يستقر على تشكيلة تحقق له نتائج إيجابية فكثرة التغيير تفقد المنتخب الانسجام ومن ثم الثقة.
دورة الخليج القادمة ستكون الاختبار الحقيقي والأخير للمدرب ريكارد مع المنتخب إما الاستمرار وإلا انفصال ودي وحلال عليك أيها الهولندي المئة مليون.
نوافذ:
- التوقف المتكرر ساهم بشكل مباشر في هبوط المستوى الفني للدوري لكنه أفاد الفرق التي تواجه أزمات في النتائج لمحاولة إعادة ترتيب صفوفها من جديد..
- إدارة كرة القدم بالنصر تعاني من الضعف وهي غير قادرة على تقديم عمل مقنع في الفريق الأول فيما مهامها تشمل أيضاً الفئات السنية وهي مهملة تماماً وهو أمر طبيعي لغياب الكفاءات المؤهلة والمتخصصة في الإدارة العامة لكرة القدم..!
- مواجهتا الاتحاد والأهلي آسيوياً ستؤثر عليهما في دوري زين سلبياً فالتركيز سيكون على تلك المواجهتين وآثار ذلك بدأت من مباراتيهما السابقتين أمام التعاون ونجران..
- الفترة الشتوية القادمة ستشهد استبدال عدد من اللاعبين الأجانب في دوري زين وخاصة في الهلال والنصر والشباب وهذا نتيجة عمل خاطئ في الصيف كان نتيجته خسائر مالية وفنية..
- الأندية لازالت تنتظر حقوقها من استثمارات رابطة المحترفين ومنها عقود شركات زين وماستر كارد وتويوتا وطيران الإمارات بعد أن سلمت المالية الدفعة الأولى من حقوق النقل التلفزيوني.
alzamil@cti.edu.saللتواصل تويتر Abdulkarim Alzamil