برغم الدور الحيوي للإخوة من اليمن الشقيق بتحريك عجلة التنمية في بلادنا قبل أربعين سنة مضت، ثم تقلصها لحد الندرة لما قبل سنوات قليلة، إلا أن كثرة تواجدهم حاليا يثير الانتباه!
فما تجد محلا تجاريا يخلو منهم إلا قليلاً، بل إنهم يتركزون في محلات بعينها، وسأعرض أمثلة لذلك:
** تجارة تفصيل وبيع العباءات النسائية:
وقد فوجئت حقا بسيطرتهم تماما على هذه السوق، وهي سوق نشطة ومربحة، فأين شبابنا عنها؟ بل لِمَ لًمْ يشملها التأنيث وهي تجارة حساسة وتتعلق بالمرأة فقط وتحتاج لتحديد قياسات خاصة يتدخل فيها العامل؟! كما أن مساحة محلات بيع العباءات صغيرة ومزدحمة ومظلمة ومخيفة!! وتستحوذ عليها هذه العمالة فقط دون غيرها ومتفقون على أسعار محددة!!
** محلات الخضار والفواكه:
لا تكاد تجد محلا لبيع الخضار والفواكه يخلو من عامل يمني، وهو دائما يرتدي ثوبا وطنيا ويعتمر الشماغ والغترة، ويتعامل مع الزبون بحرفية بالغة، ولديه الاستعداد الكامل للعمل لساعات طويلة، ولا تعجب حين تعلم أن راتبه يتجاوز ثلاثة آلاف ريال. طبعا هذا العامل، إما صاحب المحل فهو من ذات الجنسية ولكنه متستَر عليه من قبل مواطن سعودي يحصل على الفتات نهاية الشهر، بينما قيمة المحل تتعدى ثلاثمائة ألف ريال.
فأين أبناؤنا من هذا الخير وتلك التجارة الغانمة؟
** النقل وسيارات الأجرة:
تكاد تتركز ملكية سيارات الليموزين على جنسيتين فقط هما العمالة الباكستانية واليمنية، وهم يملكون السيارات ويجوبون الشوارع، ويغلقون منافذ الكسب الحلال على أبنائنا.
وإذا علمتم أن تكلفة مشوار المطار إلى وسط المدينة أو العكس لا يقل عن مائة ريال أدركتم حجم هذه السوق التي تسيطر عليها العمالة غير السعودية بينما أبناؤنا يغطون في سبات عميق!! ولا تبعد عنها تجارة نقل المعلمات وحافلات الطلبة والطالبات المهترئة.
** محلات جملة الإكسسوارات والكماليات وألعاب الأطفال:
وبالتحديد في شارعي السويلم الشهير والعطايف في الرياض، وزبائنهم من المعلمات وطالبات أقسام التربية ورياض الأطفال.
وتجارة الجملة غالبا مربحة وسريعة التصريف، وحين تدخل تلك الأسواق تتخيل نفسك وكأنك في صنعاء! فاللهجة اليمنية تسيطر على الأجواء ويتعاملون مع الزبون كأنهم (راعين حلال) بل إنهم كذلك حيث منتهى الفوضى تحت غطاء التستر القبيح!!
ولأن الأمر بحاجة لاهتمام من وزارات الداخلية والعمل والتجارة، فهل تعمل الأجهزة المعنية على فتح المجال أمام أبنائنا مع الترحيب بالاستفادة من الأشقاء اليمنيين وغيرهم في حدود الحاجة الفعلية وبما لا يلحق الضرر بالفرص المتاحة لأبناء الوطن في مثل هذه الأعمال؟!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny