|
دمشق - أنقرة - بروكسل - كييف - وكالات:
في الوقت الذي يواصل فيه الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي جهوده لمحاولة إقناع النظام السوري والمعارضة على وقف الطلاق النار وحقن الدماء، خصوصاً مع إعطائه أمس مهلة للجانبين لوقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى بنهاية الأسبوع المقبل ومع دخول هذا النزاع شهره العشرين مع استمرار المعارك وشدتها على الأرض لازالت الانقسامات بين الغرب وروسيا حليفة دمشق حول كيفية حل النزاع تقف دون أي حل. فقد فرض الأوروبيون سلسلة جديدة من العقوبات الاقتصادية لزيادة الضغوط على السلطات السورية غداة اجتماع بين وزراء خارجية الاتحاد ونظيرهم الروسي حول الموضوع السوري لم يحرز أي تقارب في وجهات النظر.
وجمد الاتحاد الأوروبي أمس أموال شركتين و28 شخصاً إضافيا من داعمي الرئيس بشار الاسد ومنع إعطاءهم تأشيرات دخول.وفي أنقرة أعلنت إدارة الأوضاع الطارئة التركية ان 100 ألف و363 لاجئا سوريا باتوا مسجلين رسميا كمقيمين في 13 مخيما تركيا، ولا يشمل الرقم الآلاف الذين دخلوا ولم تحصهم السلطات.
وكما هو الحال تقف روسيا حج عثرة ضد أي حل فقد أكد عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين أمس أنهم لم تمكنوا من تحقيق تقدم حقيقي مع روسيا في الملف السوري خلال اجتماع مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف مساء أول أمس الاحد. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عند وصوله إلى اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ (ناقشنا سوريا بكل أبعادها الليلة الماضية مع لافروف. لا استطيع ان أقول إننا حققنا أي تقدم). وأضاف (كما هو الحال منذ عدة أشهر لم نتوصل إلى أي اتفاق).
وذكر دبلوماسي أوروبي ان العشاء الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة كان في بعض اللحظات (قاسياً جداً). وفي حين ذكرت وسائل إعلام أن لافروف أصر على عدم حل أزمة السورية برحيل الأسد، كما أكد أيضاً وزير خارجية فرنسا أن لافروف رفض أي حل برحيل الأسد، أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي من جهته ان (خطر امتداد النزاع يتزايد ولا مصلحة لأحد بذلك بما في ذلك روسيا).
وفي بغداد حذر الإبراهيمي من ان أزمة سوريا تشكل خطرا على السلم العالمي نافياً ان يكون اقترح إرسال قوة لحفظ السلام إليها.
وقال الإبراهيمي الذي التقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني انه ناقش في بغداد هموم سوريا ومشاكلها الكثيرة وما تمثله من خطر على شعبها وجيرانها
والسلم العالمي.
ونفى الإبراهيمي في بغداد أمس ان يكون اقترح إرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا وقال في مؤتمر صحافي (لم افعل ذلك لا اعرف من أين أتت هذه التقارير لكنها حتماً لم تصدر عني).
وقبيل وصوله إلى بغداد دعا الإبراهيمي من طهران إلى وقف لإطلاق النار في سوريا لمناسبة عيد الأضحى بحسب ما أفاد المتحدث باسمه احمد فوزي في بيان. وقال البيان ان الأخضر الإبراهيمي دعا السلطات الإيرانية إلى المساعدة على انجاز وقف لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى القادم).
داعيا إلى التحرك بسرعة حفاظا على أرواح الشعب السوري الشقيق ومستقبل سوريا ووحدتها، وكذلك حفاظا على امن المنطقة واستقرارها، كما دعا «جميع الدول المؤثرة في الشأن السوري إلى إدراك خطورة تطورات الأزمة السورية وضرورة التعامل معها بمسؤولية. ميدانيا ارتفع إلى 78 عدد المدنيين القتلى في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سوريا أمس الاثنين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضاف المرصد (قتل ما لا يقل عن 46 من القوات النظامية بينهم ثلاثة ضباط اثر استهداف حواجز واشتباكات في عدة محافظات).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس ان مقاتلين من جبهة النصرة في مدينة البوكمال اسقطوا طائرة حوامة كانت تشارك في الاشتباكات والقصف على المدينة ومحيطها).
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الدولية المعنية بحقوق الإنسان في العالم سلاح الجو السوري بزيادة معدل استخدام القنابل الانشطارية روسية الصنع خلال الأسبوع الماضي حيث يسعى نظام الأسد إلى استعادة السيطرة على البلاد حسبما أفاد تقرير إخباري أمس الاثنين.
وذكر موقع صحيفة تليجراف البريطانية أن السلاح الفتاك الذي تحظر معظم الدول استخدامه جرى إلقاؤه من طائرات ومروحيات في محاولة لاستعادة السيطرة على بلدة معرة النعمان الحيوية والإستراتيجية التي تقع على الطريق الرئيسي بين حلب ودمشق ووقعت في أيدي المعارضة الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى أعلنت السلطات الأوكرانية أمس ان صحافية أوكرانية تعمل في سوريا وتدعم علنا نظام بشار الأسد خطفت على يد مقاتلي المعارضة. وصرح المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية الكسندر ديكوساروف لفرانس برس ان انهار كوتشنيفا التي كانت تعمل مترجمة لفريق قناة تلفزيون روسية في سوريا (اتصلت الأسبوع الماضي بزملائها لتقول لهم إنهاخطفت على يد معارضين سوريين في التاسع من أكتوبر).