بداية أعتبر نفسي من أصدقاء البيئة وحمايتها (بلساني وقلبي) وقلمي وليتني أستطيع حمايتها بيدي ولكن كما يقول أهلي البدو (الدنيا محكومة بسيف الحكومة) ومن هنا فإنني أقف في صف الحكومة التي تحمي البيئة لذا أشد على يد صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية والذي أكد على (الاستمرار حظر صيد الطيور الفطرية المهاجرة بكافة أنواعها كالحباري والكروان والقماري و(شبك الصقور) خلال موسم هجرتها في المملكة لهذا العام اعتباراً من 14-10-1433هـ وحتى 21-5-1434هـ) ومع أنني أريد أن أهمس في أذن صاحب السمو الأمير- بندر وبكل المحبة والتقدير اللذين أكنهما له - وأرجو هنا أن لا يعتبرني بعض (هواه الصيد) في الماء العكر أنني (أبلس) له أو بمعنى آخر (آشي) مع أنني أكره الوشاة (والبلاليس) حد المقت. أقول بودي أن أهمس لا أكثر أن (الرجاجيل) طارت بأرزاقها ولا أقول إن الطيور طارت بأرزاقها لأن الطيور هنا أصبحت رزقاً (للرجاجيل) من خلال الصيد الجائر لاسيما فيما يخص الطيور الصغيرة المذكورة أعلاه والمحللة للأكل ولم يلتزموا بأمر حظر اصطيادها رغم أن الحظر كان في صالحهم درءاً لمرض إنفلونزا الطيور ولكن الهواية أحياناً تؤدي بصاحبها إلى الموت واليوم وقد انتهى موسم العبور بالنسبة للطيور الصغيرة وعاد القناصون إلى بيوتهم بانتظار الموسم القادم لتكرار نفس الهواية وبما أنه قد (فات الفوت ولن يفيد الصوت) ولا (البلاسه) أيضاً.
أي أن (همسي) في أذن الأمير هو (لما هو آت وليس لما فات) لكي تستعد الهيئة للقيام بدورها في العام القادم في تطبيق العقوبات الصارمة أسوة ببعض البلدان التي فيها حماية البيئة أقوى من كل السلطات لاسيما في البلاد التي تتكاثر فيها الصقور تحديداً إذ أن لديها أوامر صريحة بإطلاق الرصاص على من يخالفون قانون الصيد! أن لم يمتثلوا لتلك الأوامر بل ويشهرون بهم في التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى بالطبع كل ما قلناه يخص الطيور الصغيرة أما بالنسبة لشبك الصقور - العابرة - والتي تؤكدها الآية الكريمة (رزقكم في السماء وما توعدون) - فأنها أي الصقور أن لم تكن لك (فهي لأخيك أو للذئب) - أي أن لم يقم (هواتنا) باصطيادها سيقوم هواه آخرون باصطيادها في بلدان أخرى: وفي هذا الصدد فأنني أعرف شخصاً فقيراً يعيل عائلة كبيرة فيها معوقان قد رزقه الله بصقر ثمين باعه إلى هاو قطري بمبلغ مجزٍ بأمس الحاجة إليه لذا ليسمح لي صاحب السمو الأمير بندر وبما عُرف عنه من نبل وحب للخير أن لا يربط اصطياد الطيور (بشبك) الصقور لأن الهواية الأولى تعتمد على الصيد الجائر والهواية الثانية فيها رزق للفقير ذي الحظ العاثر.