ملالي ولاية الفقيه يُجوّعون الشعوب الإيرانية، ويحرمونها من أبسط بدهيات العيش، من أجل تحقيق أهوائهم الخرافية للهيمنة على المنطقة، بالإرهاب والخلايا النائمة، مع الإصرار المُكابر على امتلاك الأسلحة النووية، كي يتحوّل - حسب أوهامهم - نظام ولاية الفقيه « ندّاً!» للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، معاً، يُقايضونهما على عروبة المنطقة وعلى القضية الفلسطينية، ويُرسّخون في المنطقة «الدولة العلوية الأسدية»، رديفاً قابلاً للحياة لدولة إسرائيل اليهودية.
ما لا يعرفه نظام ولاية الفقيه من أسرار «الذرة»، القابضة على قوة تطيح الكوكب الأرضي بمن عليه في دقائق، هو سرّ الأسرار: سرّ رقصة حبّ الحياة الدائرة، منذ الأزل، بين البروتينات والنيوترونات داخل نواتها الصغيرة الصغيرة، وقصة حب رائعة تحمل نبض وجه الحياة الرائع الجمال، الذي يحفظ توازن الوجود.
وهو ما أدركته ووعته، شابة إيرانية 22 سنة نحيلة مشدودة الأعصاب، على رأسها حجاب يبديه انتصابها المُشاكس الواثق، بثوب محتشم طويل داكن اللون، عندما اندفعت اندفاعاً غاضباً شرساً تعترض طريق محمود أحمدي نجاد، رافعة في وجهه يدها في حركة تحدّ شتائمية قاسية، فيما هو يُطلّ بين حراسه من سيارة مكشوفة.
فعلة الشابة الإيرانية (سانديس إرتضائي ياسين) ذات رمزية قوية وتحدّ جبار، في موازين قيم النظام الخميني، هي نتيجة طبيعية للضغوط والأهوال التي جرّعها هذا النظام، طيلة 33 عاماً، للشعوب الإيرانية، الحرة والمتمدنة.
لكن الفعل الجسور جسارة شبه مجنونة أو انتحارية، مثّلت، حقيقة، رقصة حبّ الحياة المضادة لرقصات الموت التي يُمارسها، يومياً، نظام ولاية الفقيه. حبّ الحياة الرائعة الجمال، أدى بالفتاة الإيرانية إلى الحكم عليها بالسجن مدة 22 سنة، تساوي عدد سنوات عمرها.
فعلة الفتاة الإيرانية الجسورة، لا بد أن تُذكّر بالفعلة البريئة للفتاة السورية (طلّ الملوحي - 18 عاماً)، التي عرّضتها كتابتها على الإنترنت عبارات مناوئة للنظام العلوي في دمشق، إلى الاختفاء عشية الثورة السورية، قبل الإعلان عن اعتقالها وتعذيبها في أحد سجون التابع الأصغر للنظام الخميني.
ألا يحق لعقلاء العرب الخشية على أمتهم أن تفعل بها أطماع نظام ولاية الفقيه، ما لم تستطع دبابات وطائرات إسرائيل أن تفعله؟
لكن إيران ولاية الفقيه (بدعم وتأييد إسرائيل والنظام العلوي في دمشق وما يُسمى، تقية، «حزب الله» اللبناني وروسيا بوتين) لا زالت تتوهم أن ليس أمام العرب لمعالجة الشؤون المستقبلية لأمنهم سوى. أحمر الشفاه الإيراني.
Zuhdi.alfateh@gmail.com