وقتًا بعد آخر وعندما تظهر بعض الأحداث الرياضية وتوجه الأضواء والاهتمامات نحو الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم، أو تتدخل الأمانة بحد ذاتها يظهر لنا قصور وأخطاء إلى درجة العجز في العمل الذي تقوم به وتتصدى له ويتسبب ذلك أحيانا في أخطاء كبيرة، كما حدث في قضية لاعب الشباب عبد العزيز السعران أو ينتج عنها لغط كبير كما حدث مؤخرا في قضية (تقسيم) مدرجات ملعب مباراة الاتحاد والأهلي في نصف نهائي آسيا.
ذهبنا كثيرا إلى المؤسسات الرياضية الدولية والقارية من أجل الاستفسار والسؤال والاطلاع عن أمور تتعلق بالكرة السعودية, وكأنها وليدة أو حديثة عهد بالعمل والنظام الدوليين، وبعد أن كانت الرحلات المكوكية إلى زيورخ للاستئناس أوعرض المسودات والبرامج والأنظمة، يبدو أنها استنفذت أو أوقفت بعد أن تنبه لها الشارع الرياضي ستتغير إلى كوالالمبور وستكون المكاتبات عبر المخاطبات السرية (القابلة للتسريب)الوجهة القادمة.
من الواضح أن هناك خللا وهناك ضعف أوقصور أوعدم قدرة على التفاعل وعلى ضبط الأمور والتعامل أوالفعل الإداري الرياضي بما يتسق وواقع اللعبة ومتغيراتها وسرعة إيقاعها الذي واضح أنه تطور ويتقدم ويسبق أسلوب وروتين العمل القائم بمراحل طويلة، وهو العمل الذي يبدو أنه لايزال يتعاطى مع (الأخذ والرد) بأدوات الأمس التلكس والفاكس في وقت تتعاطي فيه كثير من الإدارات الصغيرة (الحديثة) مع روتين العمل بأرقى وأحدث أنظمة من شاكلة تيسير ونوعية سبيل.
وأتساءل هنا هل هناك مايمنع البحث عن طرق وأساليب وأدوات أخرى ومختلفة غير الموجودة حاليا وتجريبها بل الأخذ بها من أجل مواكبة الأمور وتطوير العمل وتحديثه، كأن يكون الاستعانة باسم أو أكثر من الأسماء والخبرات والقدرات الرياضية غير المحلية (غير السعودية) وإسناد مسؤولية إدارة دفة العمل في الاتحاد إليها على مستوى السكرتارية أو أمانة الاتحاد لوقف القصور والأخطاء والسلبيات حد الانحياز والتجاوزات، على الأقل بمفهوم بعض المتابعين والمطلعين؟ الأمر ليس فيه انتقاص أو دلالة على عدم وجود القدرات والكفاءات المحلية أوقصور فيها، إنما وكما يبدو إن كانت موجودة تنقصها الخبرة والتجربة في هذا المجال أوهي رافضة أو غير مقنعة أو غير مقبولة بسبب التوجهات أو الميول أو سهولة السيطرة والتوجيه للأسماء المحلية التي قد لايكون لها حضور أو تاريخ يجعلها في امتحان السمعة والمكانة والتاريخ وتحت المحك.
وللتوضيح أكثر إذا افترضنا أن التعاقد تم مع مدير عام اتحاد كرة قدم قاري أو محلي على سبيل المثال أمين عام الاتحاد الأسباني أو الألماني أو الإنجليزي أو الهولندي أو حتى المصري، وأسندت إليه مسؤولية عمل وإدارة (أمانة) الاتحاد السعودي لكرة القدم فأجزم أن عمله سيكون مرتبًا ومنظمًا وقانونيًا، مع ميل وحرص على التطوير لسببين رئيسيين؛ البحث عن استمرار العقد من جهة والحفاظ على اسمه وسمعته وتاريخه الواسع المعروف في أوساط الكرة قاريا ودوليا، لماذا لانفعل حتى تتوقف الاستفسارات (البسيطة أحيانا) والتساؤلات القانونية الواضحة والأهم من ذلك حتى يكون هناك تطبيق (للمرجعية) والتسلسل الإداري ومنع للتدخلات والنفوذ ويتوقف التوزيع والتسريب للخطابات وغيرها لماذا لانجرب على الأقل؟!
كلام مشفر
إذا كان رئيس اتحاد كرة القدم (لايعلق) عندما يشتعل صراع الاتهامات بين بعض اللجان وخروج رؤساء وأعضاء سابقين فيها ضده وإذا كان (لايعلم) عن خطاب رسمي أرسل من أمانة الاتحاد إلى الاتحاد القاري للاستفسار عن موضوع مهم، فالسؤال الذي يطرح نفسه (من يدير الاتحاد إذا)؟!
أحد أسباب نكسة الكرة السعودية وتراجعها وإخفاق بعض الأندية الكبيرة هو اعتمادها على لاعبي الأسماء، وليس الأداء والمستوى والحيوية، وأستغرب أن تكون هناك آراء تطالب بالعودة والاعتماد على الأسماء وليس على الأداء والقدرة، إنها آراء عاطفية غيرمسؤولة.
نتيجة جيدة تلك التي فاز بها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم على منتخب الكونغو (زائير سابقا) وهي الدولة التي تتنافس تاريخيا مع الأخضر السعودي في تلقي أقسى نتيجة في نهائيات كأس العالم، الفوز عليها وديًا كان (مفرحًا) ولاشك.
فجر اليوم خاض منتخب الساموراي مباراة ودية أمام منتخب السامبا، لقاء اليابان والبرازيل أتوقع أنه كان لقاءً جميلا ومثيرا بين كرة المتعة والمهارة والإبهار وكرة الصناعة والسرعة والحيوية اللقاء تاريخي ولاشك.
اللقاء الذي أظن أن الكثيرين تابعوه ولاشك أتوقع أن يكون المنتخب الياباني جارى فيه منتخب البرازيل ولكني لا أتوقع أن تكون اليابان قد فعلتها بالفوز فالبرازيل ليست فرنسا والأكيد أنها خرجت بنتيجة إيجابية، أنصح بمشاهدته ولو مسجلا.
خطوة موفقة جدًا تلك التي قامت بها إدارتا الاتحاد والأهلي في اتفاقهما وبيانهما المشترك حول لقاء الفريقين المنتظر آسيويا بعد الإرهاصات التي ظهرت على الصعيد الجماهيري مما كان ينذر بخطورة كبيرة ومالا يحمد عقباه.
وإظهار النوايا الحسنة ومجرد إصدار البيان غير كاف، فلابد أيضًا من المواقف الرياضية الحقيقية التي تصدر من كل الأطراف، خاصة تلك التي بيد إدارتي الناديين وتحت تصرفهما مثل رابطتا جماهيرهما.
· وفي هذا الصدد فإن من المعيب بل من المخجل والمؤسف جدا عبارات الإسقاطات والهتافات العنصرية التي صدرت من بعض الجماهير الأهلاوية تجاه جماهير نادي الاتحاد بعد مباراة تنس الطاولة والغريب أنها صدرت بحضوررئيسها سعود (البرقاوي)!!