|
الأستاذ الكريم/ عبدالله بن محمد الشعلان..
تحية طيبة وبعد..
عطفاً على تعليقك الوارد في عدد الثقافية (383)، بدايةً شكراً لكريم قراءتك الدقيقة للمقال ولحرصك على لغتنا..
أما من حيث وضع «نوستالجيا» بين أقواس، وأظنك تعني بها علامة تنصيص، فهو لا بدّ عائدٌ إلى خطأ في التنسيق وقد سقطت سهواً. وأما ما ذهبتَ إليه من محاولة إقحامي لمفرداتٍ غريبة أو شاذّة، فذلك ما لم أقصده أبداً وإن بدا لك الأمر كذلك.
ويعود أصل المصطلح إلى اللغة اليونانية، ويقصد به الألم الذي يعيشه المريض بالحنين إلى البيت أو الوطن، ويقابلها في اللغة العربية لفظة «الأبابة» من الجذر اللغوي أبّ بحسب المعجم الوسيط، ولكن يبقى استعماله في حدود المعجم لثقله على اللسان إن صح التعبير، وفي ذلك تقول د. حسناء عبدالعزيز القتيعير: «ولا ريب أن خفة المصطلح الأجنبي ورشاقته يساهمان في نشره وإشاعته وإبعاد مقابله العربي, أقول: إنّ هذين المصطلحين ( دش وكومبيوتر) أصبح لهما من الرواج على ألسنة المثقفين والعامة بحيث لن يقدر أيّ مقابل عربي على إزاحتهما والحلول مكانهما, فالاستعمال هو الفيصل في الحكم على المصطلح عربياً كان أم معرّباً» ولك أن تقيس هذا المصطلح «نوستالجيا» بلفظتي «تلفزيون وتلفون» ولا أظن أننا نستخدم الرائي والهاتف كمصطلحات مقابلة لها.
على أن الكلام السابق لا يعني قصور اللغة العربية، بل يعني قصور القائمين على تعريب أو ترجمة المصطلحات التي لا بدّ أن تراعى فيها السلامة اللغوية بكل ما تحمله الكلمة بالإضافة إلى مراعاة إمكان شيوعه ومواكبته لروح العصر، لا أن يبدو مثل مصطلح آتٍ من القرون الوسطى أو حتى ما قبلها، فهذا يثبت دعاوى من يقول بجمود اللغة ويضطر الأجيال الجديدة إلى استخدام المفردات الأجنبية.
في النهاية، أشكر لك مرة أخرى كريم قراءتك ومداخلتك، لعلّنا يحين لنا أوانٌ للنهوض بلغتنا لئلا «تنعي حظها بين أهلها».