وتضحكُ حينَ تهبُّ العواصفُ
قلتَ: رفعنا الشراعَ
فقالَ الشراعُ: وقد شقّني الرفعُ
ماذا تجلّى؟
كنتَ تقولُ:
(غريبٌ أنا أيها الخوفُ
لا تخشَ شيئاً.. تقدَّم،
سأفتحُ في وجهكَ البابَ..)
ثم فتحتَ النوافذَ
أغلقتَ كلَّ المسام التي
خبَّأتْ لكَ أغنيةً كنتَ تعزفها
في صِباكَ..
ورحتَ ترددُ إيقاعكَ المنتهي:
(إلى أينَ يمضي بكَ الصبرُ
هذا أوانُ التخطّي على جمرةِ النفسِ
فادعسْ على قلبكَ الآنَ
ارفعْ لياليكَ عن كلِّ ضوءٍ، وأطفئْ نهارَكْ
فلا نجمةٌ سوف تُهدى إليكَ
ولا شمعةٌ، حينَ عزَّ التباهي، ستدخلُ دارَكْ
ولا قاربٌ سيطوفُ حواليكَ
لا شاطئٌ سيكونُ اختيارَكْ
فأنتَ احترفتَ احتراقاً عظيماً
يجددُ فيكَ انهياراً قديماً
فصرتَ تسيرُ بغير مسارْ
تنافسُ ظِلَّكَ في الاختبارْ
وتسبقُ في كلِّ يومٍ غبارَكْ..)
فهل غيرتكَ المسافاتُ؟
هل طوّرتكَ النوافيرُ؟
هل..؟
وهلْ هلَّ من فوق عينيكَ قوسٌ يليقُ
بسهمٍ سترسله للظلالْ؟
هو المنعطفْ
وأنتَ انعطفتَ قليلاً،
وسهمكَ مازالْ..
هل سوف ترسله للظلالْ؟
إنه المنعطفْ
ظِلُّكَ المنعطفْ
هو الواقعيُّ.. وأنتَ الخيالْ.!
ffnff69@hotmail.com