|
الجزيرة - حبيب الشمري:
وارت الرياض أمس الشهيد الطالب العسكري حسان السبيعي الثرى الذي قضى أثناء تدريب عملي في الكلية الحربية أمس الأول، وسط حضور أعداد غفيرة من أقربائه وأصدقائه وزملائه وعدد من العسكريين، في الوقت الذي كشف أساتذة في الكلية وزملاؤه عن أخلاق الفقيد العالية، والتزامه، وحرصه على الاشتراك في حلقة تحفيظ القرآن الكريم في كتيبته، في الوقت الذي تستقبل عائلته العزاء اليوم في منزل جده في قرية الغريف التابعة لمحافظة الخرمة.
من جانبه قال والده فلحان السبيعي لـ»الجزيرة» إن مايخفف من مصابه الجلل أن الفقيد قدم روحه فداء للوطن، وأنه «مات بشرف وكرامة في ميدان الرجولة، وثمن وقفة الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع والأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع معه، مبينا أنه أبلغ أن التوجيهات الكريمة صدرت من وزير الدفاع بأن يحل شقيق الشهيد بمكانه في الكلية الحربية، تقديرا له ولعائلته.
وبين والد الشهيد السبيعي خلال حديثه لـ «الجزيرة» أنه تلقى خبر وفاة ولده عن طريق مكالمة من الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز قائد القوات البرية، وأنه تلقاها بصبر وإيمان بقضاء الله وقدره. وعن آخر اتصال بالشهيد قال إنه كان يوم الاثنين الماضي عبر اتصال مدته قليلة جدا للاطمئنان على صحة شقيقه الذي يرقد في المستشفى في جدة، وأنه كان يستخدم جوالات مدربي الكلية نظرا لمنع وسائل الاتصال في الكلية حيث كانوا يقدرون ظرفه، ويطلبون الاطمئنان فقط خاصة أن أكبر أشقائه. وكشف أن الشهيد كان مغرما بالطيران وكان يخطط أن يكون طيارا وهو ماقاده إلى الكلية الحربية. ونوه السبيعي بوقفة رجال وزارة الدفاع حيث حضرت أركاناتها وقادتها الصلاة والدفن معتبرا أن أبناء الوطن يد واحدة في كل الظروف. وجدد السبيعي الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة قائلا «نيابة عن قبيلة سبيع كاملة اتوجه بالشكر والتقدير للقيادة التي حرصت على الوقوف مع أبنائها في السراء والضراء، وأؤكد أن وأبنائي فداء للوطن وقيادته». من جانبه قال الدكتور عبد الله الغملاس رئيس قسم العلوم الإسلامية في الكلية الحربية إنه لقي الطالب آخر مرة يوم السبت الماضي في معمل القرآن الكريم، بينما كشف الباحث في الفكر والشريعة عبد العزيز الصويتي إن السبيعي من المشاركين في حلقة القرآن الكريم في كتيبة الطلبة، وأتم حفظ جزءين في الكلية وأن سورة تبارك كانت آخر ما حفظ ليلة وفاته، في حين قال سلامة السبيعي وهو عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية في الكلية إن الشهيد كان آخر طالب تلقى هدية التفوق وهي عبارة عن حلوى تقدم أمام الطلبة.
وجاءت تعليقات أساتذة السبيعي من خلال مواقعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال الغملاس في تغريدة على تويتر إن الفقيد «كان كما عهدته خلق وجد وبشوش وطيب نفس». وتفاعل مغردون مع الأساتذة وقال عبد الله البقمي - أحد زملائه - عرفته عن قرب، كان من أهل المسجد والقرآن، وكنت معه في حلقة تحفيظ القرآن الكريم في إسكان الحرس الوطني، بينما قال طارق الحارثي إنه جاره، ومشهود له بحسن الخلق وأداء جميع الصلوات في المسجد».
وكان مصدر في وزارة الدفاع قد أكد البارحة الأولى إنه في تمام الساعة 11.15 من صباح الثلاثاء، وبينما كان طلبة أحد الفصول الدراسة من القسم المتوسط في كلية الملك عبد العزيز الحربية في تدريب عملي انفجرت قنبلة يدوية، ونتج عنها استشهاد طالب وإصابة آخر بإصابات خطيرة وثماني حالات بإصابات خفيفة من طلبة الكلية والمدرب. وقال المصدر إنه شكلت لجنة متخصصة للتحقيق في ملابسات هذا الحادث العرضي.