الإنسان لو يدري كيف هو مؤثر في الحياة، ومتأثر بما فيها..
لعلم أن الماء، والندى, والبخار، أجزاء في فرحه، وترحه..سلامه حياة.., أو موتا..!
هو مسؤل عن السلام بدءا بنفسه..
وبمن يحب..
وبمن لا يحب..
من يكون مسؤولا عمن يحب.., فهو مسؤول عن سلامه، وعن موته أيضا....!
حين يكون الموت ليس نفاد الروح من الجسد.. بل سجنها في دوامات الألم.., والحسرة.. والفقد.., والخيبات..!
من يكون سائلا عن الحب سلاما.., فإنه مطلوب منه أن لا يميت من يمنحه.., ويعطيه.., ولا يخذل يديه..
فالغيمة لا تخذل الأرض..,
والمطر لا يجافي السطوح...,
والبخار يعود للأرض رسل رواء.. ما تناغمت الطبيعة في سلامها..!
الإنسان هو من يحيي السلام في بيته.., وشارعه.., وحيِّه.., ومدينته..,
من يسالم نفسه، وخاصته، ومن حوله..
في عمله، وفي علاقاته.. وإن جاءت في موقف عربات، أو إشارة مرور، أو نقطة تقاطع..,
في المكتب.., والبنك.., والمطار.., والمشفى.., وعلى الرصيف..!
الإنســان لو يعلم، كم للســلام من قوة حين يكون حياةً تسري بمحبة نقية في العروق.., والمفاصل.., والمشاعر.., والأعصاب..,
في العين.., والأذن.., واليد.., والقدم..
في الفكر.., واللسان.., وحجرات الجِنان...!!
رسالات الأمم تبدأ بالسلام..
ولا تجزر مدَّ بحورها إلا الكراهية..
وكلما سئل فرد عمن يحب.., سئلت المدن عن سائليها.., بل سئلوا هم عن بقائها..!
القلوب مدن...,
المدن أرواح..
البقاء، والنمو حصاد أرواح سكانها..
كذلك الأوطان..
وإن كان وطن إنسانا هو أقرب الناس إليه..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855