الفكر الرياضي كما هو الفكر الاقتصادي (صناعة) ومهنية خاصة ويحتاج إلى حاسة بعيدة النظر وموهبة تصقل بالتجارب والمشورة.. والمال يحرك الفكر ويساعد على توفير مقومات النجاح.

وبعض الأندية وفّقت بإدارات طموحة تعشق التجديد والابتكار والنجاح.. وتريد أن تصنع مجداً لأنديتها ويسجل لها التاريخ الرياضي بصمة وإنجازا.. وأنا هنا أستعرض تجربة نادي الخلود بمحافظة الرس الذي سخر إمكانياته المالية المحدودة ومساحته المكانية.. ليصنع مفاجأة من العيار الثقيل عندما أطلقت إدارة النادي (مشروع الأكاديمية الرياضية لكرة القدم) وتعاقدت مع مدربين من الجنسية البرازيلية وجهزت ملاعب (بالجهد الذاتي) وأتاحت مكانا لأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم من خلال منصة ومدرجات لائقة.. ثم أطلقت الدعوة لأبناء وبراعم الرس من خلال رسوم رمزية للالتحاق بهذه (المدرسة الكروية) وتم تقسيمهم إلى فئتين حسب الفئة العمرية وتحت إشراف جهاز إداري متكامل.. فكان الإقبال منقطع النظير والثقة كبيرة.. ويلاحظ الزائر بالميدان الارتياح والانسجام على مجموعة المشاركين في ظل البيئة والمناخ التربوي والاجتماعي الرائع والمتابعة المستمرة والرعاية الصحية، ناهيك عن توفير وسائل المواصلات ذهاباً وإياباً جعلت الآباء أكثر اطمئناناً لأن أبناءهم في وسط رياضي مثالي بعيدا عن رياضة الشوارع والأحياء (الحواري) غير الصحية وغير المنضبطة والتي هي أقرب للعشوائية أحياناً. إن هذه الخطوة تحسب إيجاباً لإدارة النادي ولكن أرجو أن يكون هناك حملة إعلامية تواكب افتتاح هذا المشروع الحضاري والاستثماري بصفة رسمية.

والمتابع الرياضي قد يرى أن هذه الصناعة الرياضية ستكون ذات مردود معنوي واقتصادي للنادي في مستقبل الأيام.. وستكشف لنا هذه الأكاديمية عن مواهب واعدة ربما استفاد منها النادي مباشرة أو أصبحت مصدرة للمواهب تغذي الأندية الأخرى بالمنطقة أو على مستوى الوطن. لذا أرجو ألا يتوقف (قطار) الحماس والمتابعة لهذا المشروع الجبار وأ لا يتعثر في منتصف الطريق.. لذا من المهم قراءة جميع السلبيات والعقبات وعمل الحلول المناسبة لها في وقت مبكر. الجدير ذكره أن حكاية وقصة الطموح في النادي ليست وليدة اليوم فهناك أكاديمية أخرى مصغرة من وجهة نظري الخاصة وهي (لعبة كرة الطاولة) كانت ولا تزال ولادة للمواهب وحققت إنجازات وصنعت أبطالا وساهمت بدعم أندية الوطن بكوادر رياضية مميزة عن طريق الإعارة أو الانتقال وسيكون لها وقفة أخرى وإلى اللقاء.