تشرفت بالمشاركة في الأسبوع العلمي الثقافي السعودي في اليابان قبل أسبوع تقريبا، وكانت ورقتي المقدمة ضمن جلسة خُصصت للحديث عن المرأة والمجتمع في كل من اليابان والسعودية، تناولت فيها موضوع «المرأة والفنون البصرية» كموضوع عرضته في أكثر من مناسبة، وكنت أركز على الفروقات في اتجاهات المجتمع والتعليم عبر العقود الماضية وأثر ذلك على الفنون البصرية في الوقت المعاصر. وفي محاولة لربط موضوع الورقة مع ثقافة البلد المضيف (اليابان) لم أجد أفضل من موضوع رسوم «الانمي» أو «المانجا» وغيرها من المسميات، التي تصف رسوم المجلات والرسوم المتحركة اليابانية، والتي تعرفنا عليها مدبلجة في التلفزيون أو مترجمة في المجلات، ويمارس هذا النوع من الفنون كثير من فتيات المرحلتين المتوسطة والثانوية، بل ذكرت في عرضي قصة معرض الكتاب في الرياض الذي كانت فيه اليابان الدولة المستضافة، حيث لم يتجاوز عدد الحضور في القاعة النسائية أثناء المحاضرات سوى 10 أو 20 من السيدات، وفي المحاضرة المخصصة لفنان ياباني في مجال الأنمي/المانجا، اكتظت الصالة ذات الـ200 مقعد بالحاضرات من الشابات، مما دفعنا لطلب المزيد من المقاعد لهن!
هذا ويستخدم اليوم مجال الأنمي بعض المجتهدين لتعليم الرسم مواقع المنتديات وغيرها في ظل غياب تعليم رسم الكائنات في تعليمنا عموما، والاتجاه إلى منعه لأسباب مرتبطة بتفسيرات وآراء فقهية لن أدخل في تفاصيلها اليوم. ولكن وبسبب النزعة الطبيعية لدى البشر، فهناك نسبة غير قليلة تمارس رسم الكائنات والوجوه دون وجود خلفية تعليمية تساعدهم في مبتغاهم، لذا فمصدر التعليم لديهم هو تلك المواقع أو المجلات أو مسلسلات الرسوم المتحركة.
هذا التوجه لمصدر رؤية وتعليم من ثقافة مختلفة أثّر بلا شك على صورة وشكل المنتج المشوه -من وجهة نظري- لأنه استنساخ وليس عملا أصيلا، لذا تبلورت لدينا مشكلة ثقافية، يجب أن نجد لها حلا!
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D