حينما تريد الكتابة عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم تجيش في صدرك أحاسيس وأفكار وعواطف ولغة تتسامى فيها بالحديث عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فداه النفس والأب والأم فهو المنارة والهدى الذي أرسله الله سبحانه للناس كافة، فقد جاء في القرآن الكريم وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ .
لذلك فقد كانت أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثه النبوية وبعدها مثار إعجاب مَن حوله فلقب بالصادق الأمين قال تعالى: « وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ .
لذلك فان التطاول على مقامه -صلى الله عليه وسلم- أمر عظيم وحدث جلل قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ .
فهذا في رفع الصوت عند بيته -صلى الله عليه وسلم- فكيف بمن يؤذونه أو يتطاولون على شخصه الكريم بأي صورة أو أي شكل وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد قيل عنه جلت قدرته ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا ، وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ، ومع ذلك نرى القرآن الكريم يرد تلك الإساءات بالألفاظ التي فيها التهديد بالوعيد والعذاب الشديد بعبارات عندما تقرؤها تحس أن هناك تأدبًا واضحًا حتى ولو حدثت الإساءة لذات الله سبحانه قال تعالى: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ .
إن المنهاج القويم في الرد على من يحاول الإساءة للذات الإلهية أو النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أو الدين الاسلامي أو زوجاته -رضي الله عنهن- أو أصحابه أو الرموز القيادية أو غيرهم من العلماء، لايكون بإمطار وابل الشتائم ورفع اللافتات التي تدعو للانتقام أو الاعتداء على بعض المقار والهيئات ولكن يكون بنشر فضيلة صفاته -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا . انظر إلى رفعة ورقي تعامل القرآن الكريم مع هؤلاء ولو أن من استنكر هذا الفيلم التافه رفع راية تدعو إلى احترام الرسل ومحبتهم جميعاً فسوف نجني من ذلك الخير الكثير، وألا تكون تلك الهجمة دون قيد أو تنظيم تأخذ المسيء بالمحسن ومن ليس له ذنب. مر عيسى عليه السلام بجماعة من اليهود فلمزوه وهمزوه فقيل له أَلا ترد فقال: «كل يغرف بما عنده» ونرجو أن هذه الهجمة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن كانت بغيضة ومقيتة نرجو الله جلت قدرته أن يعاجل من تسبب فيها بغضبه وانتقامه.
أقول وإن كانت على هذا النحو إلا أن المأمول أن تكون بوابة واسعة للتعرف على نبينا -صلى الله عليه وسلم- والقراءة عنه واستقصاء الحقيقه فقد ثبت أن الكثير من غير المسلمين وخاصة في الغرب قد توجهوا إلى دراسة الإسلام والتعرف على النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بعد هذه الرسوم والإساءات الكتابية، وقد قال الله تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا .
والله الموفق،،،
alromis@yahoo.comمدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة