تعرف منظمة الأمم المتحدة نفسها على موقعها في شبكة الإنترنت بأنها منظمة تأسست عام 1945م عقب الحرب العالمية الثانية وذلك بهدف صون السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الأمم وتعزيز التقدم الاجتماعي، وتحسين مستويات المعيشة وحقوق الإنسان..
..كما تؤكد هذه المنظمة بأن مقاصدها الأساسية تتركز في حفظ السلام في جميع أنحاء العالم وتطوير العلاقات الودية بين الأمم ومساعدة الأمم على العمل معا لتحسين حياة الفقراء والتغلب على الجوع والمرض والأمية وتشجيع احترام حقوق الآخرين وحرياتهم وأن تكون مركزاً لتنسيق الإجراءات التي تتخذها الأمم من أجل تحقيق هذه المقاصد.
ويوجد في الأمم المتحدة اليوم 193 دولة عضوا، كما تتبنى أكثر من 100 ألف فرد لحفظ السلام في 16 عملية لعمليات حفظ السلام اليوم، وتقدم المساعدة لأكثر من 36 مليون لاجئ وهارب من الحروب أو المجاعة أو الاضطهاد. وفي كلمة للأمين العام لهذه المنظمة بمناسبة اليوم الدولي لنبذ العنف قدمت مطلع هذا الشهر قال فيها (لقد جعلت من منع العنف إحدى الأولويات الرئيسية في برنامج عمل الأمم المتحدة الخماسي. ولكن منع العنف لا يقتصر مفهومه على الفصل بين الأطراف المتحاربة وتهدئة التوترات. إذ لكي نعالج الأسباب الجذرية للنزاعات والتعصب معالجة جوهرية يتعين إشاعة ثقافة اللا عنف والسلام).
تخيلوا هذا الكلام من هذه المنظمة وأمينها العام وحاولوا للحظات تطبيقه على ما يحدث في كثير من بقاع العالم اليوم وخاصة في سوريا لتجدوا الفرق كبيرا جداً بين التنظير والواقع وبين الوقوف على المنصات والتحدث بكلمات جوفاء وبين أنهار الدماء التي تجري كل يوم في سوريا والضحايا الذين يتساقطون يوميا بالمئات، تخيلوا هذه المنظمة تسعى لصون الأمن والسلم الدوليين والمئات يقتلون يومياً، وتسعى لتطوير العلاقات الودية بين الأمم وهي تقف عاجزة عن وقف إبادة شعوب بأكملها، شعرت لوهلة بأن هذه المنظمة تعيش في كوكب آخر غير كوكبنا.
مؤخراً قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بزيارة لمنظمة اليونسكو بهدف الترويج للمبادرة الأممية الجديدة: (التعليم أولاً) والتحدث عن بعض الموضوعات الأخرى ذات العلاقة بالسلام والتسامح والتنمية المستدامة، وفي ذلك اللقاء ألقى سعادة الدكتور زياد إدريس كلمة أمام الأمين العام للأمم المتحدة بصفته نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو تضمنت الكثير والكثير مما كان يتمنى كل إنسان منصف في هذا العالم أن يقوله لأمين الأمم المتحدة، فقد أكد له في كلمته أن التعليم الذي أتيت لتروج له نأمل أن يساهم في ترتيب العالم ليكون أكثر سلما وعدلا كما أكد له أن (السلام الذي ننشده في العالم يصنعه الساسة ومؤتمرات القمة ووزراء الدفاع، الذين هم في معظمهم وزراء حرب لا دفاع، الآن ينمو في أذهاننا لحسن الحظ مفهوم جديد للسلام آلية تطبيق وإشاعة السلام. إن السلام الحقيقي الصادق والقادر على التمدد والمقاوم للخذلان يبدأ من تحت وليس من فوق، تصنعه المجتمعات، على مستوى الأسرة.. بل الفرد، من خلال تكريس مبادئ حقوق الإنسان وفهم الآخر والتعايش والتعددية). كما أكد بأن السلام الحقيقي لا يصنع في مجلس الأمن بل في اليونسكو من خلال تعليم الأجيال وتثقيفهم وحمايتهم من أن يلتهمهم الكبار، كما أكد في كلمته أن من أولويات إصلاح هذه المنظمة الدولية البدء بإلغاء مبدأ الفيتو الذي أكد بأنه يناقض مبادئ الديموقراطية والمساواة.
إن السلم والأمن من أولويات هذه المنظمة غير أن الجهود المبذولة اليوم لتحقيق السلم والأمن في عالم جهود متواضعة لم تؤتي ثمارها إذ أن القتل والتشريد والتنكيل في كل أنحاء العالم، مما جعل الدور الذي أصبحت تلعبه هذه المنظمة لا قيمة له وجعل قراراتها هامشية بالنسبة للكثير من الدول الظالمة حول العالم وما لم تسعى هذه المنظمة في القيام بإصلاحات حقيقية في أنظمتها فستجد نفسها في مهب الريح ولن يكتب لها البقاء حتى لو كانت تحصل على دعمها اليوم من قبل دول معدودة مستفيدة من وضعها الحالي.