كل شيء طاله الغلاء حتى وسائل تأدية العبادات، فحملات الحج لم تعد في متناول الكثيرين بأسعارها الباهظة، وللأسف أن الحج لدى بعض الحملات لم يعد سوى تجارة ترتكز على الربح، والربح الفاحش أحياناً، وهذا الغلاء أوجد بيئة لظهور الغش في الحملات.
سوق حملات الحج، وإن كان مرتبطاً بأداء ركن من أركان الإسلام إلا أنه لم يخل من المتلاعبين الذين يستغلون كل حدث ومناسبة سواء دينية أو غيرها لجني مزيد من الأرباح.
في كل عام نسمع عن حملات حج وهمية تأكل أموال الناس بالباطل, في العام الماضي فوتت إحدى الحملات الوهمية الفرصة على كثير من المسلمات العاملات في بيوتنا بعد أن اكتشف أن تلك الحملة المخصصة للخادمات كانت مخالفة وتعمل بدون تصريح وحوَّلت القضية آنذاك إلى الشرطة، ولم نسمع بعد ذلك خبراً.
سوق الحملات يعيش فوضى ويبدو أن تفاقم هذه الفوضى يعود لعدم وجود العقوبات الرادعة والدليل تكرار ظهور تلك الحملات الوهمية وغير النظامية في كل موسم حج، ولا يعرف أي الجهات تشرف عليه فإذا كانت وزارة الحج فليس لديها دور رقابي صارم, كما يبدو أن الوزارة تُركّز على الحملات بعد وصولها المشاعر، أما الحملات المنتشرة بالمناطق فهي خارج نطاق المراقبة، وقد شاهدنا كثيراً من مكاتب الخدمات وقد تحوَّلت الى مكاتب لحملات تبيع الوهم.
الغش في حملات الحج ليس كالغش في أي من أمور التجارة الدنيوية، فليس أسوأ ولا أحر على قلب المسلم من أن يخسر ماله ولا يؤدي الفريضة، فهذه وحدها حسرة تبقى كالجمرة في القلب.
alonezihameed@@alonezihameed تويتر