القوى الإقليمية والدولية تركت ببرود عالٍ الشعب السوري يقاوم بمفرده، أرعن وأبشع وأنتن نظام سلطوي في التاريخ المعاصر والأشد من التتار والمغول والفرس والقياصرة، وله فصول كثيرة من فصول البربرية والهمجية، وله ملف هائل من السعار المجنون، الحافل بغريب الأفعال والجرائم والانتهاكات الفظة الغليظة لكل القيم والموازين الشرعية والقانونية والإنسانية والسياسية والاجتماعية والحضارية والأخلاقية. إنّ هذا النظام يمارس عبادة الذات منذ أزل طويل، حتى أنه سخّر البلاد والعباد في قنوات مغامراته ومؤامراته وسياسته الحمقاء، المغموسة بكل ألوان الطغيان والعدوان والإجرام والاستهتار بكرامة الإنسان وحقوقه. إنّ هذا النظام الدموي ما زال يمارس حكمه وفق أبجديات العهر الفاضح والفساد الكبير. إنّ بشار ومن معه من القيادات القاصرة يريدون تحويل سورية إلى صومال آخر وهذا هو الوعد الوحيد الذين اجتمعوا عليه ولن يخلفوه. إنّ هذه القوى الدولية التي تتشدّق بالحرية وبحقوق الإنسان، أعتقد أنها صمّت آذانها بقوة لكي لا تسمع صراخ الأطفال والنساء والشيوخ وأنّات المعذّبين المكبّلين باليدين والقدمين، والمجلودين على الظهر والأقدام بالسياط، والمحروقين بقذائف الهاون والذين يتضوّرون جوعاً وألماً وحسرة والذين يموتون رمياً بالرصاص وطعناً بالخناجر وطحناً تحت جنازير الدبابات وسحلاً في شوارع المدن وإذابة في أحواض الأسيد ودفناً في أعماق البحر والنهر والأرض، ناهيك البيوت المهدّمة والأراضي المحروقة والحياة التي ماتت. إنّ المجتمع الدولي الذي تدخّل بالسلاح في ليبيا وفي كوسوفو وفي العراق بسرعة هائلة وقوة متناهية مازال يتردّد ألف مرة كي يبقى النظام السوري على حاله، فهو أكبر ضمان لوجود إسرائيل واستمرار احتلال الجولان. إنّ ثورة الشعب السوري أقوى ثورات العصر الحالي صموداً وأكثرها تكلفة وأطولها عمراً، إنها في كل يوم تقوى وتزداد ألقاً وبريقاً وبهجة، والنظام يفقد أعصابه ويزداد شراسة وإجراماً وتقتيلاً وتعطشاً للدماء، لكنه الشعب السوري المعروف بأنه صعب المراس في مواجهة العدو الخارجي هو أيضاً صعب المراس ضد المستبد الداخلي. إنّ الحل الأمني لم يَعُد قادراً على إخضاع الثورة، ولم يَعُد الحل السياسي مقبولاً من الثوار فلا حوار بين القاتل والمقتول مطلقاً. إنّ ثورة الشعب السوري الأبي حتماً ستحسم رحيل هذا النظام الدموي لا محالة، وما هي إلاّ مسألة وقت، وسنتهي متلفعاً بأخزى الثياب تشيعه إلى أبد الآبدين لعنات السموات والأرض، وصيحات العار والاحتقار. إنّ الحراك الشعبي السلمي أسقط (بن علي) و(مبارك) و(صالح)، فكيف لا يسقط الحراك الثوري المسلّح طاغية مجنوناً مستبداً عتياً قبيحاً مكروهاً مجنوناً بنرجسيته؟. إنّ الباطل حيله قصير، والحق ذراعه أطول، والشعب السوري سيسقط المجنون وسيسحق الباطل وسيحتفل بالنصر ليبدأ الحياة الجديدة بلا سلاح ولا هدم ولا دم.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @