|
منى - منصور عثمان / تصوير - سليمان وهيب:
رحب صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا باسم المملكة بجميع حجاب بيت الله الحرام وتمنى لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا.
وأكد سموه في كلمة استهل بها المؤتمر الصحفي السنوي للحج بعد وقوفه أمس على استعدادات القوات المشاركة في أعمال الحج أن المملكة تبذل جهودها كافة من أجل خدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام.
وقال سموه « لقد شاهدت اليوم استعدادات القوات المشاركة، وهناك مساندة من القوات المسلحة والحرس الوطني، والجميع يعمل بجد واجتهاد حتى يكون الحج كما سبقه في الأعوام السابقة ناجحا وميسرا للجميع «.
وحمد سموه الله أن هيأ لهذه البلاد قيادة راشدة تهتم بشؤون المسلمين في كل البلدان ، ومن أهمها تسهيل الحج والعمرة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ، وأن هذا مستمر طوال العام ، والواقع يشهد على ذلك ، وقال « من رأى الحج في السابق وكيف أصبح في الحاضر يجد فارقا كبيرا وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -.
وبين سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز أن المملكة تتوقع دائماً ازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين كل عام ، ولذلك تقوم بهذه المشروعات والتوسعات من خلال جميع الإمكانات المتاحة وذلك من أجل راحة وسلامة الحجاج.
ولفت سموه الانتباه إلى أن جميع الوزارات والجهات المعنية بالحج والعمرة وكذلك لجنة الحج العليا ولجنتي الحج المركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة تقوم بما هو مطلوب منها كل على حسب مسؤوليته، ومن ذلك إعداد الخطط والدراسات وتلافي الأخطاء التي قد تحدث.
وقال سموه « واجب المملكة خدمة الحجاج والمعتمرين ونحمد الله على ذلك ، ونعتز ونفتخر بذلك ، والقيادة الرشيدة تحثنا دائماً على خدمة ضيوف الرحمن «.
وحث سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الحجاج على الالتزام بالأنظمة والقوانين والمشاركة في تنظيم الحج ، داعيا في الوقت نفسه المواطنين إلى خدمة الحجاج في أي مرفق من المرافق والاعتناء بهم كل على حسب عمله.
وسأل الله في ختام كلمته أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يوفقه فيما يبذل من جهود ويجزل له المثوبة.
إثر ذلك أجاب سموه على أسئلة الصحفيين.
ففي إجابة عن سؤال حول التعزيزات الأمنية في المشاعر المقدسة نظراً لما تشهده المنطقة من أحداث قال صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز « الذي أتوقع من الحج والحجيج أن لا يتأثروا بما هو حاصل من جهات أخرى ، لأنهم قادمون لطاعة الله سبحانه وتعالى ليؤدوا فريضتهم ، وبالتالي لا أعتقد أن هناك مردودا على أمن الحج بالنسبة لما يقع للأسف في أماكن أخرى سواءً في سورية أو غيرها «.
ونفى سموه علمه بشأن عدم حج الوفد السوري الرسمي هذا العام ، وقال « ربما معالي وزير الحج لديه علم بذلك ولكن الشيء المؤكد أن المملكة لم تمنع لا وفدا سوريا ولا حجاجا سوريين ولا أي حاج مسلم يريد أن يأتي ليؤدي فريضة الحج خاصة الجهات الرسمية إلا من تأخر وفاته الوقت فيؤجله لوقت آخر - إن شاء الله - «.
وأكد سموه في إجابته عن سؤال حول المخاوف هذا العام من الحجاج الإيرانيين تحديداً خاصة مع التوتر السني الشيعي في المنطقة أنه لا يتوقع أي توتر أو أي شيء من الجانب الإيراني، مبينا سموه أن الجانب الإيراني أكد للمملكة حرصهم على راحة الحجيج وأدائهم للحج مثل ما تحرص المملكة أو أكثر ، معربا عن اعتقاده أن الأمور ستكون طيبة من ناحية الحجاج الإيرانيين.
ونفى سموه وجود تعزيزات أمنية إضافية حول الحجاج الإيرانيين ، وقال « دائماً تحدث تعزيزات للأمن لتسهيل التنقل والمرور والخدمات ، ونحن ننظر للحجيج كلهم سواسية ولا نعتقد أن يكون من أي فئة معينة أو من أي وفد بلد إسلامي أي تأثير على الحج لغايات سياسية أو خلافات «.
وفي إيضاح لسموه حول القبض على متسللين إيرانيين للمملكة على الساحل الشرقي قال سموه : لا زالت التحقيقات النهائية لم تنته ولكن الذي بلغنا حتى الآن أنهم قادمون لطلب المعيشة ، وكان قدومهم حسب ما ذكروا أنهم كانوا متجهين للكويت ، ولكن صادف أنهم في الحدود السعودية وأنزلهم صاحب القارب على الشاطئ السعودي ، وبطبيعة الحال حرس الحدود فطنون فأوقفوهم وجرى التحقيق معهم ولوحق القارب الذي حاول أن يهرب في البحر وتم القبض على السائق أو المسؤول عنه ، والجميع تحت التحقيق الآن ولكن لم يظهر لنا أن لهم نوايا سيئة «.
وأضاف سمو وزير الداخلية « إن الحجاج قادمون لأداء نسهكم ، وأن المسلم لا يمكن أن يؤذي الآخرين خاصة في هذه الشعيرة الجليلة «، مؤكدا جاهزية رجال الأمن في متابعة شؤون الحجاج.
وبين سموه أن المشروعات الكبيرة التي تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ستستوعب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج في المستقبل ، متطلعاً إلى أن تتاح الفرصة لجميع المسلمين لأداء فريضة الحج في ظل الأنظمة التي طبقتها المملكة لتنظيم عملية الحج.
ودعا سموه الحجاج الذين سبق لهم أن أدوا فريضة الحج إلى أن يتيحوا الفرصة لغيرهم ، مبينا سموه أن أنظمة الحج تلزم الحجاج السعوديين بألا يكرروا حجهم إلا بعد خمس سنوات ، والحصول على تصريح للحج.
ورحب سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا بمشاركة وفود شبابية من دول العالم الإسلامي في مواسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن ، مفيداً بأن المشاركات الشبابية متاحة حالياً للكشافة والجوالة ، ويمكن لوزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم أن تقدم الدعوة لشباب الدول الإسلامية للإسهام بفعالية في خدمة الحجاج.
وحول أعداد حجاج نيجيريا بين سموه أن الحجاج النيجيريين في سنوات مضت من أكثر أعداد الحجاج وأكثرهم تنظيماً وإعداداً وتجهيزاً ، بيد أن الأحداث التي حصلت في تلك البلاد أثرت على عدد الحجاج.
وفي إجابة لسؤال حول ما حدث من احتجاز ووفيات للنساء النيجيريات في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة قال سموه « أولا أنا أتأسف جدا وأتألم أن يكون ما ذكرت صحيحا لا بالنسبة للخدمة ولا بالنسبة لحدوث وفيات ، الوفيات تحدث في كل يوم للحجاج وغيرهم ، هذا قدر الله سبحانه ، والله أعلم بالأسباب ، لكن اعتقد ليس السبب في أن أحدا توفي بسبب احتجازهم في المطار ، فهناك أماكن في المطار مهيأة للحجز والتوقيف احتياطاً لتأخير الطيران «.
وبين سموه أن غالبية النساء النيجيريات اللاتي لم يوافق على دخولهن المملكة لأداء فريضة الحج غالبيتهن من الفتيات اللاتي قدمن من دون محرم وأعمارهن تقل عن 35 سنة وهذا مخالف للقاعدة العامة الشرعية ، متمنيا سموه لهن أداء هذه الفريضة في المستقبل.
وأضاف سموه « سأطلب من سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن يحقق في هذا الأمر تحقيقا دقيقا ، وإذا صح شيء منه أن يجازى من عليه المسؤولية «.
وعلق سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز على حصص البلدان الإسلامية في عدد الحجاج بقوله « إن هناك زيادات وقتية وأن الحصة الأساسية لكل بلد إسلامي لم تنقص بل تزيد على اعتبار أن دولاً قللت من عدد حجاجها مما أتاح لدول أخرى طلب المزيد لتحقيق التوازن في النسب « مبينا أنه في هذا العام بالذات هناك زيادة في طلب عدد الحجاج من الدول الإسلامية ، مما اضطر إلى أن تقف المملكة في حدود النسبة المقررة لكل دولة وذلك بسبب الأعمال الجارية في الحرمين ، مشيرا إلى أنه في العام القادم أو الذي بعده سيكون هناك ضغط أكثر حتى تنجز هذه الأعمال وتستوعب أكبر عدد من الحجاج - إن شاء الله -.
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز أن من أٍسباب تسلل كثير من الحجاج غير النظامين في موسم الحج يعود إلى عدم قدرة بعضهم على الالتحاق بحملات الحج لارتفاع تكلفتها، مبيناً أن التنظيم ليس الهدف منه منع الحجاج وإنما للتأكد منهم وضمان تقديم الخدمة الأفضل من حيث الإقامة والمأكل وتحقيق الأمان لهم.
وأكد سموه أن هذا التنظيم يأتي اجتهاداً من ولي الأمر فيما يخدم مصلحة الحجاج وأنه يجب طاعته، لافتا الانتباه إلى أن المملكة سخرت جل أمكانتها لخدمة الحجاج وإرشادهم للطرق الصحيحة لأداء النسك.
ودعا سمو وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج إلى إعادة النظر في الخدمات والأسعار المقدمة من حملات الحج في ظل تنافس محمود ييسر على المسلمين.
وقال « فهمت من البعض أن بعض الحملات تعطي مميزات مثل ما يقال خمس نجوم في الفنادق أو ما شابه ذلك ونحن عند أداء فريضة الحج نلبس لباسا واحدا وفي صعيد واحد، وفي عبادات مشتركة وهذا عبرة للناس أن الله خلقهم متساوين في كل الحقوق والواجبات ومن أراد خيرا فالباب مفتوح ومن أراد شرا فالله حسبه، وعلى الجهات المعنية أن تحد من المبالغة وتضع الترتيبات اللازمة للحجيج « .
وأضاف « أعتقد أن وزارة الحج إن شاء الله مستعدة للتعاون في هذا الأمر وإعادة النظر في غلاء الحملات الداخلية، وأن معالي وزير الحج سيهتم بالموضوع من جميع النواحي، ويجب أن تكون الأمور ميسرة وفي مستويات مختلفة في حدود المعقول للوصول إلى حج ميسر وليس مبالغ فيه « .
وأكد سمو أن وزارة الداخلية همها في المقام الأول استقرار الأمن في المملكة وأن ينعم به المواطن والمقيم على حد سواء، مبينا أن الوزارة تعطي الجانب التوعوي والاستعداد الأمني أهمية خاصة لحماية أبناء الوطن.
حضر المؤتمر الصحفي عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين والإعلاميين .