قرأت البيان الذي أصدره الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن السعد حول مشروع «السلام عليك أيها النبي» الذي أقامه الدكتور ناصر الزهراني في مكة المكرمة، وبذل فيه من الجهد والمال الكثير وما يزال يبذل، جزاه الله خيراً.
مما يثلج صدر قارئ بيان الشيخ عبدالله السعد ما فيه من الموضوعية والإنصاف والأسلوب العلمي الهادئ الرزين القائم على الأدلة والبراهين، المنطلق من حسن الظن بصاحب المشروع مع إشادة واضحة بما يبذله من جهد كبير.
وقد قسم الشيخ عبدالله المشروع إلى قسمين، أولهما الجهد العلمي المتمثل في موسوعة السنة النبوية التي ستبلغ مئات المجلدات وما يتعلق بها من بحث واستقصاء وتوثيق وإيجاد وسائل لنشرها وتعليمها كإنشاء جامعة وقناة فضائية وغير ذلك من الوسائل المفيدة. وأشاد الشيخ عبد الله بهذا القسم ودعا له وللقائمين عليه بالتوفيق والسداد.
أما القسم الثاني من مشروع «السلام عليك أيها النبي» فهو القسم المادي الملموس المتمثل في تمثيل وتجسيد آثار النبي صلى الله عليه وسلم المادية، كالملابس والعصا والفراش والأواني المستخدمة في الوضوء والاغتسال والدروع والسلاح وغيرها. وقد نصح الشيخ عبدالله الدكتور ناصر بترك هذا الجانب وعدم السير فيه سداً للذريعة ودرءاً لفتنة التبرك والبدع والاعتقادات الفاسدة مع مرور الزمن، مؤكداً أن في القسم الأول الخير والبركة.
ولم يكن أسلوب الشيخ عبدالله إنشائياً عاطفياً بل كان علمياً موثقاً بالأدلة الشرعية الواضحة المقنعة.
وأقول: إننا بأمس الحاجة إلى هذا الأسلوب الراقي في النقد والنصيحة والتوجيه، لأنه أسلوب مقنع مؤثر لا يعتمد الإثارة، وهذا هو أسلوب الأنبياء والمصلحين على مر الزمن.
جزى الله الشيخ عبدالله السعد خيراً على إنصافه وعدله في القول، وجزى الدكتور ناصر الزهراني خيراً على جهوده، وهو جدير بقبول النصيحة والعمل على تنفيذها.
إشارة
ما أعظم وأجمل الإنصاف!!