|
الجزيرة - عبد الله أبا الجيش:
اختتمت الملحقية الثقافية في جمهورية ألمانيا الاتحادية أنشطتها وفعاليتها المقامة بمناسبة مشاركتها في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وذلك بمشاركة أكثر من 13 جهة حكومية وخاصة وبإقامة العديد من الندوات وورش العمل التي لاقت حضوراً لافتا من الزوار أتى في مقدمتها محاضرة بعنوان (لمحة تاريخية في العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية) لسعادة الملحق الثقافي الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي تحدث فيها عن تاريخ البلدين الصديقين ونشأة العلاقات بينهما، متطرقا إلى ملحمة التوحيد التي خاضها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه في توحيد المملكة العربية السعودية وصنع الكيان الحديث لها واصفا حال الحقبة السابقة لها وكيف كانت البلاد عبارة عن دويلات متنازعة وقبائل متناحرة يفتقد بينهم العدل والأمن، مقارن إياها بحال المملكة بعد التوحيد والتطور السريع القياسي مقارنة بقصر المدة الزمنية الذي أنجز فيه وقبل ذلك كله استباب الأمن وبسط العدل بين الناس، مسترسلا حديثه عن العهود المزدهرة لملوك المملكة رحمهم الله وصولا للعهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي شهد طفرة شاملة كاملة في جميع النواحي خاصة في الجانب التعليمي إذ أنجزت العديد من المشاريع العملاقة وبشهادة الوسط الدولي كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي دشنت بحضور أكثر من 20 قائداً ورئيساً من مختلف دول العالم والنمو السريع والزيادة الملحوظة لشتى المؤسسات البحثية والعلمية في المملكة ارتفع عدد الجامعات من 8 إلى أكثر من?? جامعة وأنشئ برنامج خاص لابتعاث المتميزين حتى بلغ عددهم أكثر من 130 ألف مبتعث ومبتعثة وبلغت نسبة استحواذ القطاع التعليمي من ميزانية الدولة زهاء 24% من الميزانية العامة للدولة، كما نوه الحميضي بحجم وثقل المكانة التي تحظاها المملكة لدى المجتمع الدولي وذلك نظير الطرح المعتدل والفكر المتزن لحل الأمور وتبينها للعديد من قضايا السلام والتسامح في المجتمع الدولي وتظهر المكانة التي تحتلها المملكة جليا إذ افتتح مؤخرا مركز الملك عبدالله لحوار الأديان بالنمسا، كما علق سعادته على المكانة التي تحظاها المملكة كبلاد للحرمين الشريفين والمسؤولية التي حملتها على عاتقها في نصرة المسلمين والدفاع عن قضاياهم وتسيير شعائر المناسك والعبادات لهم مستعرضا حجم المشاريع الجبارةفي كل من مكة والمدينة والمجهود البشري والمادي والمعنوي المبذول كل عام في سبيل إنجاح موسم الحج والعمرة, كذلك سلط الحميضي الضوء العلاقات المتميزة التي تحظاها المملكة مع الدول والشعوب الأوربية خاصة ألمانيا والشعب الألماني والتبادل الثقافي القائم من خلال المعارض والمتاحف المتنقلة أو المشاركة في المحافل الدولية، كما يساهم مشروع الترجمة الذي يعد الأضخم على مستوى التاريخ والذي يظهر حرص المملكة واهتمامها جليا للعيان من خلال إطلاقها لجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة التي تمثل حافزاً كبيراً لتنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية, وتعزيز سبل التواصل المعرفي في جميع المجالات العلمية والإنسانية محاكيا كذلك اهتمام المجتمع الألماني بترجمة عدد من الكتب والروايات العربية كألف ليلة وليلة, كليلة ودمنة, سمرقند وغيرها العديد من المؤلفات التي أخذت اهتمام القارئ الألماني وخلال المحاضرت عددت كذلك أبرز الأنشطة الثقافية المقامة بين البلدين يأتي في مقدمتها كل من: جناح للتراث الإسلامي في معرض 2000 في هانوفر.
المعرض السعودي الثقافي في ميونيخ خلال كأس العالم والأسابيع الثقافية الألمانية والسعودية المقامة في كل من الرياض وجدة عام 2008ومشاركة المملكة في المؤتمر الدولي للتعليم عن بعد في عام 2011 ومشاركة ألمانيا في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في الرياض ولمدة ثلاث سنوات متتالية وإقامة حفل جائزة الملك عبدالله للترجمة الدولية في برلين 2012, وفي ختام المحاضرة عبر الدكتور الحميضي عن أمله في اتساع دائرة النشاط الثقافي بين البلدين خاصة في ظل الحراك المشهود له الآن من الطرفين.