سلطة النظام العلوي في دمشق أصبحت اليوم معقودة بنواة صلبة من الأجهزة الأمنية، المُدججة بأحدث أنواع الأسلحة الروسية والإيرانية.
تتألف النواة الصلبة من عائلة الأسد، من أبناء الأعمام والعمات والخالات والأخوال.
جميع هؤلاء مستعدون للدفاع عن النظام في وجه الثوار حتى نهاية النهاية، ولن يستسلموا حتى وإن حوّلوا سورية إلى ركام من الرماد.
فقدَ النظام سيطرته على معظم أنحاء البلاد. لم يعد يتحكم بغير القواعد العسكرية المحيطة بالقرى والبلدات، حيث يُطلق النار العشوائية نحوها. النظام أصبح جيش احتلال، لا يستطيع الإمساك بدمشق إلا بالدبابات والطائرات المقاتلة والقنابل العنقودية.
* نتنياهو أعرب عن إحباطه من الثورة السورية التي فوتت فرصة تاريخية على إسرائيل لعقد اتفاقية سلام مع النظام العلوي، تتضمن تبادل سفراء. في خريف 2010م بدأ نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك مفاوضاتهما مع نظام الأسد، بكتمان نادر حتى عن أعلى أجهزة الأمن الإسرائيلية.
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية (12-10-2012م) إن تطور الثورة في سورية إلى حرب أهلية قد تؤدي إلى إسقاط النظام، كان وراء تجميد مفاوضات مكثفة بين الأسد ونتنياهو.
لاحظت الصحيفة الإسرائيلية أن تل أبيب لم تشترط على نظام الأسد فك تحالفه الإستراتيجي مع النظام الإيراني.
قبيل أيام، نبه مراقبون أوروبيون في إسرائيل إلى أن عشرات من الجنود الإسرائيليين المرابطين عند حدود سورية تراجعوا إلى الداخل الإسرائيلي، عندما كان جيش الأسد يتعقّب مجموعات من الجيش السوري الحر قرب هضبة الجولان.
* تركيا التي جمّدت علاقاتها مع إسرائيل، منذ حادثة السفينة مرمرة، ستتبع، في ضوء التصعيد عند حدودها مع سورية، ثلاثة مسارات، كلها تزيد من قلق إسرائيل على مصير النظام العلوي: 1- متابعة النمط الحالي من القصف في كل مرة تُستهدف أراضيها، ما يُضعف القوات السورية في بعض المناطق ويترك للجيش السوري الحر ملء الفراغ، 2- المسار الثاني هو الذي يجمع مواصلة القصف مع غارات تستهدف المقاتلين الأكراد. فالسياسة التركية في النهاية لا تتعلق بسورية وحدها، بل بالأكراد الذين تدعمهم سورية، 3- إذا سقط مزيد من الضحايا الأتراك ستلجأ تركيا إلى غزو محدود للأراضي السورية، كما فعلت في قبرص. لكن ذلك لا يحل الأزمة السورية. وحده الحظر الفعلي لسلاح نظام الأسد، وتدخل متعدد الأطراف لإقامة مناطق آمنة للمدنيين السوريين، سينهيان المذابح التي يرتكبها نظام الأسد، بمعدل مائتي قتيل يوميا.
كل ذلك قد يكون مُمهّدا للحظة تحوّل هذه الحرب البطيئة الخفية بين تركيا والنظام العلوي، إلى نزاع حدودي فعلي.
* الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بالمفاوضات السرية بين نتنياهو والأسد، التي جُمّدت مع الثورة السورية، تقول مصادرها الإعلامية إن مفاوضات مُعمّقة وسرية للغاية تجري في طهران، منذ أكثر من شهرين، بين مسؤولين نافذين في كل من إسرائيل وإيران وروسيا، هدفها إيجاد حلّ سريع للأزمة السورية، بما يحفظ مصالح الدول المتفاوضة الثلاث.
Zuhdi.alfateh@gmail.com