{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى.
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن لبده -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه- وذلك في يوم الأحد الموافق 6-11-1433هـ وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره فقد ووري جثمانه الثرى يوم الاثنين الموافق 7-11-1433هـ وذلك بعد صلاة الظهر بمقبرة أم الحمام بالرياض.
لا أدري من أين أبدأ وأين سأنتهي، فلقد حارت كلماتي وعجز قلمي وأصبح قلبي ينزف دماً والعين تنزف دمعا فهي صدمة مرت في حياتي وجف قلمي عن خطها، فلقد حارت أفكاري في صياغة كلماتي وفي وصفها، ففي يوم حزين فوجئت بوفاة أخ عزيز على قلبي، وهو أمر قد هز وجداني ومشاعري فصارت الحياة ضيقة والحزن هو المسيطر على أحاسيسي، إنه لم يكن أخا فقط، وإنما كان رحمه الله أخاً ووالداً وصديقاً.
لقد رحل وقلوبنا معه، فكيف لا ترحل القلوب مع الرجل الذي زرع حبه في قلوب الآخرين من الناس الأقرباء والأصدقاء وغيرهم، فقد كانت مكانته كبيرة لدى الجميع، وكان رحمه الله مثالا يحتذى به في الجود والكرم والعطاء الذي ليس له حدود؛ فأفعاله الخيرية باقية شاهدة على ذلك من خلال تواضعه الجم وتعامله الحسن وأسلوبه الإنساني الراقي.
لقد رحل الرجل الذي أفنى حياته ووقته في إصلاح ذات البين، وقد وهبه الله صفات مميزة في حل القضايا والخلافات بأساليبه الجيدة التي أعطاه الله إياها بالوصول إلى إقناع صاحب الحق في القضية حتى يتنازل عن قضيته لوجه الله سبحانه وتعالى، وهو راض كل الرضا.
لقد رحل الرجل الذي يعرف المقامات وإعطاء الناس منازلهم؛ صغيرا كان أو كبيرا؛ فاتصف بحبه للناس وانعكست هذه الصفات بحب الناس له، ورأينا هذا الحب واضحا وجليا في جنازته عندما صلى عليه محبوه في مسجد الملك خالد؛ ممن شيعوا معن جنازته من المسجد حتى المقبرة سيرا على الأقدام.
ومن أتى ليقدم العزاء في وفاته -رحمه الله- ولو أكتب عن صفاته لجف القلم وعجز الفكر عن ذكرها رحمك الله يا أبا عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته..
اللهم ارحمه رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناتك جنة النعيم، واجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة.
على غير ودي يوم الاثنين وادعته
وحل الافراق وعند قبره توادعنا
العميد/ بندر بن عبدالعزيز بن لبده