صباح يوم الخميس الماضي كان يوماً مختلفاً.. تضاربت فيه مشاعري وحواسي قد اختلفت عندما تلقيت مكالمة هاتفية من الرياض تفيد فيها انتقال العم فهد السالم السولو (أبو خالد) رجال الأعمال إلى جوار ربه وقد صعدت روحه إلى بارئها بعد حياة حافلة بالإخلاص بداية بعملها مسؤولا في البريد العام بالرياض (السبعينات) وانتهاء بعد توجهه إلى الأعمال الحرة وتجارة العقار..
هكذا هي حال الدنيا الفانية فكل من عليها زائل بلا محالة وصدق الباري عز وجل في محكم تنزيله {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ونحمد الله على قضائه وقدره..
أبو خالد: يعتبر أحد الرواة القلائل للشعر والأدب والقصص الشعبية خاله الشاعر المعروف محمد العوني.. كنت كثيراً ما أتناقش معه عن الخال الشاعر محمد العوني وقصائده وعن عقيلات القصيم ومناقشة بعض المقالات التي تناقش بعض الأمور الاجتماعية وكان رحمه الله يحرض كل الحرص على قراءة الصحف اليومية يومياً وخاصة جريدة الجزيرة وعكاظ والرياض ويتابع زواياها باهتمام.. إنني أحمل بذاكرتي العديد من المواقف الإنسانية التي لا يعرفها الكثير عنه وبعض القصص والعلاقة القوية بينه وبين أخواته رحمهم الله جمعياً وأخواته وشقيقته (موضي) أم راشد حفظها الله.. كان بيت أبو خالد مفتوحاً للجميع كان واصلاً ويحثنا على الوصل والتواصل وصلة الرحم ويفرح لمن يأتي له في منزله بالملز بمدينة الرياض وبابه مفتوحاً لأبناء وبنات العائلة والأصدقاء والأقارب وهناك عدد كبير من الأدباء والصحفيين يجتمعون بمجلسه عند كل صباح لتناول الإفطار معه وبعضهم يأتي أسبوعياً وتحديداً كل خميس لتناول الإفطار معه وتبادل الأحاديث ومناقشة بعض المشاكل والأمور الاجتماعية.. كان متواضعاً.. كريماً بشوشاً.. يحب الخير للجميع.. أسأل الله العظيم الذي وسع منزله في الدنيا أن يوسع عليه قبره ويرحمه برحمته.. ويغفر له ويلهمنا ووالدتي (أم سامي) وشقيقته العمة (موضي) ونورة وبقية أخواته وأبنائه (خالد ومحمد) وبناته وعقيلته الصبر والسلون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وختاماً لا أقول إلا كما قال الشاعر كعب بن زهير:
وكل ابن انثي وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
م. طفيل اليوسف - الدمام