|
فقدت الساحة الإعلامية في المملكة رمزاً من رموزها، وأحد رجالات هذا الوطن الأوفياء، الذين سخّروا وقتهم وجهدهم في سبيل خدمة الوطن في مجال مهم من المجالات التي يخدم بها هذا الوطن المعطاء (المجال الإعلامي)، فرحم الله الإعلامي الكبير سليمان بن محمد العيسى الذي ارتبطت طلّته وصوته في أذهان العديد من الأجيال عبر شاشة التلفزيون السعودي، وقبل ذلك كان من ضمن منسوبي صحيفة الجزيرة، حيث عمل بجانب رئيس تحرير هذه الصحيفة الأستاذ خالد بن حمد المالك متّعه الله بالصحة والعافية. إنّ وفاة هذا الراحل كان في يوم مبارك حيث توفي في 9-11-1433هـ من يوم الجمعة في مدينة جدة، وكان لهذا الحدث الأثر الكبير في نفوس الجميع، فالراحل عُرف عنه الظهور التلفزيوني في المناسبات الهامة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، ومن قبله الملك خالد والملك فهد - رحمهما الله -، وقد تنقّل بين العديد من العمل الإعلامي، حتى التعليق في مباريات كرة القدم كان له شأن فيه، إلاّ أنّ لقب ووصف مذيع كان هو المحيط به أكثر أمام جمهوره، كما أنّ برنامجه الشهير (مع الناس) ارتبط بأذهان من عاصر فترة عرضه في كل أسبوع ولازلنا ونحن في سن مبكرة وعلى مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة، نستذكر هذا البرنامج الشهير الذي يلامس هموم المواطن، ولا ننسى تلك الإشارة الإيمائية التي كان يطلقها الراحل بيده عند انتهاء كل حلقة من هذا البرنامج .. للراحل قبول لدى كل متابع ومشاهد للتلفزيون السعودي من مواطنين ومقيمين، كما أنّ الأوامر الملكية الكريمة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لأبناء شعبه من زيادة في الرواتب وإتاحة فرص العمل وإعفاء المتوفين من قروض البنوك العقارية وغيرها من مكارم ينالها أبناء هذا الوطن من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -، كانت تتلى على لسان الراحل سليمان العيسى وهو يذكر عند بداية كل بيان (أمر ملكي) .. رحم الله سليمان العيسى وأموات المسلمين رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
عبدالرحمن محمد العطوي