ليس الكتاب والمراسلون وحدهم، من يرفض أسلوب وزارة الشؤون الاجتماعية، في حصولها على المعلومات من مستحقي الضمان أو الإعانات، بل حتى المستحقين أنفسهم، الذين غالباً ما يبادرون الباحثة أو الباحث بالسؤال:
- هل ستعطيني الضمان من جيبك، أم من جيب الدولة؟!
أكيد أن لا أحد يرفض طلب المعلومات الأساسية، لأنه حتى البنك الذي تودع فيه أموالك، يطلبها . نحن نتحدث عن الأسلوب، فالدين المعاملة، والرأفة بهؤلاء المحتاجين الذين كسرتهم الدنيا، أمر مطلوب من رجل الشارع العادي، فكيف بالإخصائي والإخصائية، اللذين درساً وتعلما في الجامعة، كيف يحصلان على المعلومات وكيف يقيمان الحالات وكيف يستنطقان الظروف النفسية والاجتماعية؟!
لا أظن أن إخوتنا وأخواتنا في أقسام الخدمة الاجتماعية، يجهلون أن هناك موظفي دولة كانوا على مراتب جيدة، أو عسكريين برتب ليست أقل جودة، اضطرتهم الظروف اليوم، لطلب الإعانات أو لصرف مستحقات الضمان، لكي يتمكنوا هم وأبناؤهم من العيش في بيت مستأجر وسيارة تقسيط ومستوى دخل هابط. هؤلاء كيف يتم الحديث معهم؟! بأي لغة سيتعاملون معهم؟! طبعاً بلغة الشك والريبة، وهذا ما نأمل أن تزول. فهل تزول؟!