المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. وفقه الله.
اطلعت على ما كتبه الأخ د. خالد باطرفي في جريدتكم الموقرة
بعنوان (سر القصيم في أهله) يوم الأحد 28-11-1433هـ..
فأقول بادئ ذي بدء
(اللهم اجعلنا خيراً مما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون)، هكذا كان أبو بكر رضي الله عنه يرد على من يمدحه.. يقول هذا الصادق المصدوق الذي مدحه أصدق القائلين سبحانه
(ومن أصدق من الله قيلا) فجزى الله خيراً د. خالد - على حسن ظنه، وطيب معدنه، وكرم سجاياه، والوفاء ورد الجميل من أعظم سمات العرب وأكرم خصالهم.. وقد دل القرآن الكريم على فضل الوفاء في قصة نبي الله (يوسف) عليه السلام حين قال (إنه ربي أحسن مثواي) فربه هنا هو (عزيز مصر وليس الله سبحانه).. ومع ذلك حفظ له يوسف صنيع جميله، وأياديه البيضاء.. فلما دعته (السيدة زليخا) وراودته عن نفسه، وهمّ بها وهمّت به لولا أنه رأى برهان ربه، قال إنه ربي أحسن مثواي.
وإنني والله اتكاسف خجلاً من أن أشكر هذا الكاتب النحرير الوفي علي باطرفي...
كوني من منطقة القصيم... ولكني وجدتها فرصة سانحة للتأكيد على هذا المبدأ الكريم... وهو الوفاء وعزو الفضل لأهله، وإلا فلا يليق بأمثالي الثناء على أن أشكر من يثني على قومي وعشيرتي، فالعرب تقول في أمثالها (مَدْح الروح سِماجة)
والشاعر يقول:
(وما حسنٌ ان يمدح المرء نفسه
ولكن أخلاقا تذم وتمدح)..
الناس هم شهود الله في أرضه، وإلا فلا يوجد مخلوق لا يرغب أن يُحتفظ له بفضله، وسابقته، كما قال الشاعر:
(يهوى الثناء مقصرٌ ومبرزٌ
حب الثناء طبيعة الإنسان)
ولا أخاله يعزب عن فطرة القارئ الكريم أن الشارع الحكيم ينهى عن مدح الإنسان في وجه كما قال (صلى الله عليه وسلم): (إذا رأيتم المداحون فاحثوا في وجوههم التراب).
ثم قال صلى الله عليه وسلم: من كان منكم مادحا أخاه فليقل (أحسبه كذا وكذا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا).. هذا على مستوى الأفراد والآحاد، أما على مستوى الجماعة والمنطقة فله شأن آخر...
نعم هكذا هي الشريعة أما بعض الوجهاء إذا مُدح بوجه أمام الملأ فيقول شكرا على هذا الإطراء!!
وها لا يليق بمسئول أو وجيه، بل الذي ينبغي ألا يختال الممدوح طربا، ويهتز فرحا إذا سمع المديح... والله المستعان.
وإنني لا أعتبر كلام د. باطر... وسام شرف نعتز به، ولكن أقول لنفسي ولقومي: هل نحن أهل لهذا الثناء؟ وهل نحافظ على هذا الإطراء؟ هل نترجم هذه الأسطر إلى واقع ملموس، وعمل محسوس؟
أسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنو، ويغفر لنا ما لا يعلمون.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر إخواني من محافظات القصيم الذين رسموا لنا هذه الصورة الناصعة، والمقام السامي، وأسأل الله أن يجعلنا عند حسن الآخرين بنا.. وأرجو ألا يجد الآخرون في نفوسهم شيئا، وألا تأخذهم الغيرة عند سماعهم لهذا الثناء، فالقمة والمروة والأخلاق الحميدة مجال فسيح يتسع للجميع، فلا نضيق ذرعا بما ذكر، ومدح أهل منطقة لا يعني بالضرورة أنه ذم للآخرين ايدا ايدا... وأنتم شهود الله في أرضه، والسابقون السابقون والميدان يا حميدان.. ولا تبخسوا الناس أشياءهم..
ومهما يكن عند امرئ من خليقةٍ
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
والسلام عليكم..
د. علي الحماد - محافظة رياض الخبراء
ali5001@hotmail.com