قرأت في عدد الجزيرة رقم 14624 في 26-11-1433هـ ما كتبه فهد العبار العنزي تحت عنوان (العيون القاتلة) وتعليقاً عليه أقول هناك فرق بين الحاسد والعائن، فالحاسد ليس عائناً بالضرورة والعائن كذلك ليس حاسداً بالضرورة والحاسد أشد خطراً من العائن، فالحساد كثيرون وهدفهم إيذاء المحسودين بالقول والعمل لإزالة نعمة الله عنهم ولإيقاع عنهم بكل وسيلة، فهم يتعمدون الحسد لشر وخبث في نفوسهم، ولهذا أمر الله بالتعوذ من شرهم فقال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.. أما العائنون فهم قلة قد لا تتعدى نسبتهم واحد من كل مليون، والعين خاصة يضعها الله في العائن لا يستطيع التحكم فيها فهو لا يحس أنه قد عان من وقعت عليه عينه، لأن العين تخرج منه فجأة فتؤذي وتمرض جسد من وقعت عليه ومن واجب من كانت به هذه الخاصية أن يذكر الله ويصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما يلفت نظره أي شيء قد يؤدي إلى أن تخرج منه عينه فيؤذي بها الآخرين.. كما أن من واجب كل مسلم أن يتحصن بذكر الله والتوكل عليه، فمن توكل على الله فهو حسن، وكثير من الناس مصابون بالوهم والخوف من العائنين مما يجعلهم عرضة لأمراض التوهم، وهذا من ضعف الإيمان نسأل الله العافية.. ونتيجة لثقافة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ومجتمعهم وكثرة الإشعاعات والقصص الخرافية عن العين والعائنين المتفشية في المجتمع ونشرها في الصحف وإذاعتها في المحطات التلفزيونية يزيد من تفشيها وانتشارها وتظل شماعة تعلق عليها الأسرة فشلها وإخفاقها في تربية أبنائها، فالولد الذي ينحرف ويخفق في دراسته يقولون إنه منظور، وفشل زواج الابن والبنت لعدم الاختيار الجيد يقولون لقد أصابهما عين، وهكذا.. فالعين حاضرة في كل إخفاق أو فشل وفي كل إهمال للصحة والجري وراء الدجالين.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط