قرأت ما كتبه الأخ/ محمد بن فهد العتيق في عدد الجزيرة الصادر يوم الأربعاء 24-11-1433هـ، العدد (14622) في صفحة «عزيزتي الجزيرة» حول الطب النبوي، رداً على الأخ/ محمد بن عبد الله الفوزان الذي يرى عدم جدوى العلاج بالكي وممارسة الحجامة ووصفات العطارين، وقد أورد الأخ محمد العتيق أحاديث صحيحة في جدوى العلاج بالكي والحجامة والعسل وغيرها، فأجاد وأفاد مشكوراً، حيث أثبت الطب النبوي فعاليته على أرض الواقع، ولا يشك مسلم في صدقه وجدواه بإذن الله، لكني هنا سأسلك مسلكاً وسطاً لأوضح أمراً غفل عنه كل منهما، فأقول إن المشكلة تكمن في الممارسة، ومدى الخبرة التي يتمتع بها هؤلاء المعالجون، فالأدعياء كثيرون، ويزعمون أنهم يعرفون الكي والمشرط والحجامة وخصائص الأعشاب، لكنهم يسيئون إلى أنفسهم وإلى الآخرين بجهلهم، ودجلهم، وكذبهم، فهم مع قلة خبرتهم يخلطون الصالح مع الطالح، فيجمعون بين ما تذكره الكتب الشعبية من تجارب وتوهمات مع فهمهم الخاطئ بالطب النبوي الثابت، بغية الكسب المادي لا غير، فيكون لعلاجهم من خلطات وأعشاب وكيّ وعسل مغشوش وملوث أثارٌ سيئة، بل ومدمرة أحياناً، فترتسم في مخيلة الناس أن هذا هو الطب النبوي الثابت في الأحاديث الصحيحة، وبين ما ورد في أحاديث موضوعة، أو ضعيفة، يتوهم الجاهل أنها من الطب النبوي، وبين ادعاءات بعض المعالجين الشعبيين، فهناك التباس شديد بين الطب النبوي الثابت الصحيح، وبين ما ورد في الأحاديث الضعيفة، والموضوعة، من تداوٍ وأعشاب وغير ذلك ويُسمى طباً نبوياً ظلماً وعدواناً، وبين ما يمارسه الدجالون من الشعوذة، ومن أعمال يدّعون بها معالجة الناس، فيضرون أكثر مما ينفعون. وكذلك ما يمارسه بعض الناس عن حسن نية في تطبيق بعض العلاجات الواردة في الأحاديث الصحيحة لكن ينقصهم الخبرة والمعرفة، فالقضية شائكة تحتاج إلى تحرير، وفحص، وتقنين، وتنظيم فالطب الحديث لا يُستغنى عنه بتاتاً، والطب النبوي إذا وجد من يفقهه، ويعرفه، ويتقنه، وهو الوارد في الأحاديث الصحيحة الثابتة، فنعم وألف نعم، هذا ما أردت إيضاحه وبيانه.. والله الموفق.
سليمان بن صالح الدخيل الله - بريدة