ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 25/10/2012 Issue 14637 14637 الخميس 09 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ مئات السنين والإنسان يحلم بتقليد الطيور في الطيران بالسماء، والتحليق عالياً قرب الغيوم، ولكن كثيراً من المحاولات بالطيران لم تنجح؛ ومن أقدمها محاولة أبو القاسم عباس بن فرناس؛ الذي يعد أول من اخترق الجو من البشر، وأول من فكر في الطيران، وعدَّه المنصفون أول رائد للفضاء، وأول مخترع للطيران؛ وحسب المصادر، أنه قام بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة. وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس، دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس العلمية؛ فقد كسا نفسه بالريش ومد له جناحين، وصعد فوق جبل شامخ، وقذف بنفسه؛ فهوى وارتطم بالأرض، وتحطمت جمجمته؛ وكان عمره وقتها يقارب الخامسة والستين، وقيل أنه لم ينجح في الطيران؛ لأنه لم يعمل له ذنباً، وقد وصف شعراء عصره، هذا الطيران، وأسهبوا في الثناء عليه.. وأسوة بعباس بن فرناس - مع الفارق الزمني - قام (فيليكس) النمساوي الجنسية؛ بالانطلاق بمركبة معلقة بمنطاد معبئ بغاز الهليوم، استغرق وصولها إلى حافة الغلاف الجوى، أكثر من ساعتين، ثم القفز من المركبة من ارتفاع تسعة وثلاثين كيلو متراً، اخترق خلالها حاجز الصوت، بسقوط حر، حيث تجاوزت سرعته ألف وثلاثمائة كيلو متر في الساعة واستغرق وصوله إلى الأرض أقل من ست دقائق، بعد أن فتح مظلته قبيل وصوله إلى الأرض، سالماً.. واستطاع (فيليكس) تحقيق حلمه والنجاح؛ بسبب المتعهد التجاري الذي قام بالتمويل والصرف على المتطلبات والتجهيز للتجربة على مدى ثلاثة سنوات سابقة.. والمتعهد التجاري ضرورة لإخراج الفكرة العلمية أو الاختراع إلى حيز الوجود؛ وتحويله إلى تطبيق عملي، يستفاد منه.. والدول الرائدة في الاكتشافات العلمية، تمنح تخفيضاً ضريبياً للكيانات التجارية التي تقف وراء الاختراعات وتساهم في تحويلها إلى حقيقة ملموسة؛ كاعتراف من الدولة، تجاه الحس الوطني الذي يملكه ذلك المتعهد التجاري..

الخلاصة:

إن غياب الحس الوطني لدى القطاع التجاري السعودي؛ بأهمية المتعهد التجاري، لمساندة أصحاب المواهب لإكمال اختراعاتهم.. وغياب الضريبة على أرباح الكيانات التجارية ذات الأرباح الضخمة، التي يمكن الاستفادة منها للبحث العلمي، واقتصار استعمال الزكاة على المصارف الثمانية المنصوص عليها شرعاً، تجعل المسافة بين المتعهد التجاري وصاحب الاختراع، مثل المسافة بين السماء والأرض.. لذا، يمكن أن نستفيد من (الآلية) التي تم بواسطتها تأسيس صندوق الموارد البشرية.. ونستحدث، على غراره، صندوق (كفالة الاختراع) للصرف على الاكتشافات العلمية الواعدة، وتحويلها إلى حقيقة يستفاد منها علمياً أو تجارياً.. وتغذية الصندوق من خلال رسوم رمزية (عشرة ريالات؛ مثلاً)، تقتص لصالح صندوق (كفالة الاختراع)، مع كل عملية تصديق، تقدمها الغرفة التجارية للمنشآت التجارية؛ عندها تصبح رسوم التصديق من الغرفة التجارية خمسة وثلاثين ريالاً، بدلاً من خمسة وعشرين ريالاً..

khalid.alheji@gmail.com
twitter @khalidalheji
 

عباس بن فرناس النمساوي
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة