التنظيم مسألة أساسية في مكة المكرمة وخاصة أيام الحج والعمرة التي تشهد ازدحاما سنويا وازدحاما شبه دائم لا تفيد فيه الحلول العاجلة، فمكة المكرمة مختلفة في طقوسها وفي تنظيمها وعملها كمدينة مقدسة وإسلامية، فالاختناقات والازدحام والتطوير الاستثنائي الذي يحصل في مكة المكرمة في هذه الأيام وفي كل وقت رغم العوائق الكثيرة، لتشعر العالم أن السعودية والسعوديين (غير) وأن رعايتهم للحرمين ومسؤوليتهم وأخلاقهم تمنعهم بأن تصبح الأمور فوضى واستغلالا.
فالجهود العظيمة التي وفرتها وتوفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كل وقت في المشاعر المقدسة من مشروعات ضخمة وتوسعة للحرمين الشريفين والمسعى وجسر الجمرات ومشروع قطار المشاعر، وغيرها من الإنجازات الكبيرة، خاصة في هذا الوقت وإدارتها للحشود العظيمة، جعلت العالم ينظرون إلى المملكة بنظرة إعجاب واحترام، مما تحقق لها من نجاحات متميزة في إدارة موسم الحج كل عام، وذلك كله من واجب ديني وإسلامي لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين.
لعل تجربة المملكة في إدارتها للحشود وفك الاختناقات، والقدرة الإشرافية العظيمة لسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير احمد بن عبدالعزيز وسمو مساعده الأمير محمد بن نايف بتنظيم خطة حج هذا العام والسيطرة على إدارة الحشود الهائلة أثناء الموسم في كل عام يجعل المملكة أنموذجاً متميزاً في الإشراف المتميز وخاصة في إدارة الحشود وفك الاختناقات ومثال يحتذى به ويستفاد منه من قبل الدول الأخرى لتطبيقه في بلادهم.
ويفد إلى الأماكن المقدسة الملايين من المسلمين من عامة الشعوب ومن أصحاب الفكر والخبرات من العلماء والمتخصصين في الإعلام والثقافة والسياسية والاقتصاد، فمن الممكن الاستفادة من تواجدهم في المشاعر المقدسة وجعل الحج فرصة ومناسبة إعلامية وثقافية واقتصادية عظيمة لجميع زوار المملكة من مختلف دول العالم، ودعوتهم وعقد الندوات والمؤتمرات معهم وتوثيقها لنشرها وبثها في بلدانهم لإبراز دور وإسهامات المملكة الإنسانية والإسلامية في خدمة الإسلام والمسلمين.
ونحن نتطلع إلى اليوم الذي يحس فيه رجال الإعلام والثقافة والسياسة والفكر والاقتصاد بأهمية هذا الموسم، ويتخذون منه مناسبات للاجتماع والتشاور في كل ما من شأنه أن يرفع اسم الوطن، وتأسيس مؤسسة إعلامية وطنية كبرى تعنى بالحج، وتبرز دور المملكة الثقافي والاقتصادي والحضاري، والإنجازات والمشروعات الرائدة والتطورات الحديثة للحرمين الشريفين وخصوصا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لما يبذله من رعاية واهتمام لتوسعة الحرمين الشريفين والحفاظ على صحة وسلامة وأمن الحجيج.
أخيرا الشكر لجميع من ساهم وسوف يساهم في أمن وسلامة الحجيج وخاصة رجال أمننا البواسل على الجهود العظيمة التي يبدلونها، فالأمن والأمان من نعم الله العظيمة علينا لا يدركها إلا من يعيش الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، فرجال الأمن البواسل يحتاجون منا كل الدعم والإسناد وكل التقدير والاحترام، فهم حراس الوطن والساهرون على أمننا، وعلى اقتصادنا وعلى أبنائنا وهم بعد الله الحصن الحصين لبلادنا لهم منا كل التحية لإعمالهم الجبارة في الأماكن المقدسة من الإدارة والتنظيم والتي تشهد بها جهودهم الجبارة والعظيمة والمتميزة، في حسن التنظيم وإدارة الحشود وفك الاختناقات، مما جعل المملكة أقرب دول العالم إلى الفضيلة وإلى الأخلاق الإسلامية الحميدة، وكل عام وأنتم بألف خير.
Ahmed9674@hotmail.comمستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية