يشهد الاقتصاد السعودي هذه الأيام نمواً لا مثيل له، وذلك من خلال تتابع الأخبار السارة الداعمة لنموه ليس فقط بقيادة قطاع النفط السعودي بأسباب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وارتفاع الطلب العالمي على النفط السعودي, بل كذلك بسبب ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد اللا نفطي (إذا صح التعبير)، حيث تشير بعض الدراسات الاقتصادية الصادرة مؤخراً إلى توقعات نمو الاقتصاد السعودي لعام 2012م بمعدل قد يزيد عن 5.8% بقيادة النمو المتوقع لقطاع النفط، وتشير أيضاً هذه الدراسات إلى توقعات نمو القطاع اللا نفطي إلى أكثر من 5.7%، مما يشير إلى متانة وقوة الاقتصاد السعودي بالرغم من ضعف الاقتصاد العالمي الذي يُقدر بـ 3.3%، وبالرغم من بعض الانتكاسات الاقتصادية التي تتعرض لها بعض الدول الأوروبية بقيادة اليونان وإيطاليا وربما إسبانيا.
الحقيقة أن هذا النمو ربما يكون من أعلى معدلات الاقتصاديات العالمية خلف الاقتصاد الصيني والاقتصاد الهندي مما يعطي المسؤولين والمراقبين الاقتصاديين بعض الطمأنينة والدلالة القوية على نجاح الخطط التنموية خصوصاً المتعلقة بتنويع شرايين الاقتصاد السعودي خارج نطاق النفط.. وكما يُقال في الأمثال: الخير يتبع الخير، حيث استمرت أخبار الخير واكتشافات النفط والغاز في المملكة العربية السعودية تتوالى مما أدى إلا زيادة ثقة دول العالم باستمرار قوة الاقتصاد السعودي ومدى قدرة قطاع النفط السعودي على تلبية النمو المتوقع للطلب العالمي على النفط على المدى البعيد جداً.
وما إعلانات الخير باكتشاف حقول جديدة للغاز والنفط التي أعلن عنها معالي وزير البترول والثروة المعدنية في منطقة البحر الأحمر ومشاريع التوسع في أعمال الإنتاج وتوسعة شبكات الغاز الطبيعي الداعم للاقتصاد والصناعات السعودية والبتروكيميائيات التي أعلنت عنها شركة أرامكو السعودية مؤخراً من ذلك ببعيد.
هذه الأخبار السارة سوف - بلا شك - ترفع من توقعات المحللين لمعدلات نمو الاقتصاد السعودي لعام 2013م للوصول ربما لمعدلات تاريخية قد تتعدى 6%.
أود أن أنتهز فرصة توالي أخبار الخير لكتابة رسالة محبة وشكر واعتزاز وتقدير لجميع مهندسي البترول السعوديين وجميع العاملين في قطاع النفط السعودي على الجهد اللا محدود الذي بذلوه خلال عام 2012م للارتقاء بقطاع النفط السعودي والوصول به لمقدمة قطاع النفط العالمي.
كما أود انتهاز فرصة هذه الأيام المباركة من أيام العشر من ذي الحجة وقرب حلول يوم عيد الأضحى المبارك لإرسال التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين قائد قطاع النفط السعودي ورئيس مجلس البترول الأعلى ملك الخير عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - ووزير البترول قائد مسيرة البترول في العقدين الأخيرين معالي المهندس علي النعيمي ووكلاء الوزارة والمستشارين فيها، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان والأمير فيصل بن تركي، ورئيس شركة أرامكو السعودية الشخصية الفذة التي كلما استمعت إليها تتحدث عن أعمال وإستراتيجيات هذه الشركة العملاقة أعجبت بها أكثر، وأخيراً كل من يعمل في هذا القطاع الحيوي ابتداءً من ذلك العامل الفني السعودي الذي يعمل بجهد وإخلاص في حقول البترول والغاز وانتهاءً بكل إداري بذل جهده ووقته لقيادة هذا القطاع تعبيراً منه لحبه لهذا الوطن وتفانيه من أجل الارتقاء به.
وأخيراً أُنهي هذه المقالة بدعاء نبي الله إبراهيم الخليل الذي ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في سورة البقرة حيث قال جل جلاله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.. (البقرة 126).. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.
www.saudienergy.net