|
خميس مشيط - خاص بـ(الجزيرة):
قال المشرف على المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعيَّة الجاليات بخميس مشيط الدكتور عبد الله بن هادي القحطاني: إن المكاتب التعاونيَّة جزءٌ من المنظومة الإداريَّة لوزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولا بُدَّ من وجود خطة إستراتيجيَّة في سبيل تحقيق تطلعات ولاة الأمر في إبلاغ هذا الدين بأفضل الوسائل والآليات، ولنا في رسول الله أسوة حسنة في حسن التخطيط والتنظيم، والمكاتب التعاونيَّة خطت خطوات مباركة بفضل الله، ثمَّ بفضل تشجيع ولاة الأمر ولذا نتفاءل بمستقبل كبير لهذه المكاتب خصوصًا فيما يتعلّق بالتعريف بديننا وحضارتنا وبتجديد الخطاب الدعوي بما يتلاءم مع المستجدات والتغيِّرات
وأكَّد أن رسالة المكاتب الدعوة إلى الله وبيان محاسن الإسلام ومن هذا المنطلق فإنَّ من الطّبيعي أن تقوم المكاتب بدور فاعل في ترسيخ مبدأ الوسطيَّة والاعتدال، ومحاربة الغلو والفكر المتطرف، وأرى أن يكون ثمة تعاون أكبر بين المكاتب لدراسة هذه القضايا وأسبابها والحلول الكفيلة بالتعاون مع الجهات المختصة ونحن كمكتب يعمل في هذا المجال قمنا بدور فاعل بفضل الله فيما يخدم هذه القضيَّة المهمة، وقمنا بالرفع لولاة الأمر بإنجازات المكتب في هذا الخصوص.
وقال: إنه يمكننا تقويَّة الدور الاجتماعي لمكاتب الدعوة بالتعاون فيما بينها في برامجها في تبادل الخبرات فيما بينها، والتشاور واللقاءات الدوريَّة المنتظمة، وتقديم العون والمشورة والمبادرة للجهات المعنيَّة للإفادة من خدمات المكاتب خصوصًا وأنها من الجهات التي تلاقي قبولاً في المجتمع، وتُعدُّ من أكثر المؤسسات التصاقًا بالمجتمع وطموحاته فيما يتعلّق بالتَّوجيه والتوعيَّة، ومكتبنا قدم دراسات مُتعدِّدة تتعلّق بكيفيَّة الإفادة من المتقاعدين وخبراتهم في مجالات تطوعيَّة وخيريَّة، وكذا شريحة الشباب في عمليَّة توثيق الصداقة بالبيئة، وغير ذلك من الموضوعات.
وأبان مدير تعاوني خميس مشيط أن المكتب يقوم بمناشط كثيرة لخدمة المرأة تتمثِّل في الملتقيات الدوريَّة والزيارات والمنتديات الثقافيَّة والدعويَّة والدورات التدريبيَّة والتعليميَّة، وهناك برامج خاصة للوافدات لتعليمهن وتوعيتهن ودعوة غير المسلمات منهن إلى الإسلام، وبالنسبة للأطفال فهناك برنامج منتدى الرواد لرعايَّة أبناء العاملين في القطاع الدعوي، ويمكن مستقبلاً توسيع الدائرة وتخصيص مواقع في الأحياء لنشاطات هذه المكاتب لاستيعاب شرائح مختلفة وتقديم خدمات متميزة إبداعيَّة لرعايَّة الطفولة والمراهقة.
ووصف الدكتور عبد الله القحطاني مشروع إفطار صائم بأنه مشروع رائد في جمع شمل المسلمين وإشعارهم بإخوة الإسلام وإذابة الفروقات بينهم، كما أنه وسيلة مهمة لدمج المسلم الجديد في المجتمع المسلم، وكذا هناك إثر كبير للمشروع في تعريف غير المسلمين على وحدة الإسلام ومظاهر التعاون والترابط بين أفراد هذه الأمة ولمسنا نتائج ذلك محسوسة بفضل الله فتمثِّلت في اعتناق العديد للإسلام إثر رؤيتهم مظاهر الأُلفة بين المسلمين وهذا العمل فيه إظهار لسماحة الإسلام وخلق الكرم والضيافة الذي يقوم به أهل هذا البلد المعطاء وكل بلد مسلم، وتخفيف وطأة الغربة على كثير منهم وتعزيز ولائهم وحبهم لبلد الحرمين الشريفين، وقل مثل هذا الكلام في برامج المعايدة، ورحلات العمرة، والرحلات الخلويَّة وسائر البرامج الاجتماعيَّة.
وأشار إلى أن المكتب حقق خلال مسيرته نجاحات كبيرة تمثِّلت في عدد من دخل في دين الله عزَّ وجلَّ الذي تجاوز 3500 شخص من مختلف الجنسيات والديانات، كما شرف المكتب بإطلاق أول مشروع من نوعه لنصرة الرَّسُول الأكرم صلَّى الله عليه وسلَّم ألا وهو مشروع (بيت النبوة)، وإضافة مشروعات دعويَّة أخرى كثيرة مثل: مشروع المؤاخاة، بهدف المؤاخاة بين المسلم الجديد والمسلمين بالأصل، ومشروع البلاغ المبين الذي يهدف إلى التعريف بالإسلام بعمل معارض في المستشفيات والمستوصفات، كما قام المكتب بتنفيذ مشروع كان غايَّة في النجاح وهو مشروع (حقيبة طبيب زائر)، ويهدف إلى تعريف الأطباء بالإسلام عن طريق إهدائهم حقائب فاخرة تحوي على عدد من الكتيبات التعريفيَّة بالإسلام باللغة الإنجليزيَّة، إضافة إلى مشروع الترجمة والتأليف، ويُعدُّ مكتبنا رائدًا بفضل الله على مستوى مكاتب كثيرة في المملكة، وعلى مستوى الجنوب بالأخص في مسألة الإنتاج العلمي والدعوي والتأليف بلغات الجاليات، وتوفير مصادر تعليميَّة بتسجيل مقاطيع وعروض بمختلف الجاليات بواسطة موقعه على اليوتيوب، فضلاً عن المشروعات والأنشطة الاعتياديَّة المألوفة في جميع المكاتب.
ورأيّ أن أبرز الصعوبات التي تعوق عمل المكتب عدم وجود مبانٍ ومقرات مناسبة ومهيأة للمكاتب وكذا عدم وجود دعم مالي منتظم، كما أن من المعوقات عدم انتظام الكوادر في العمل لا سيما الكوادر المتعاونة ومعاملة المكاتب من قبل وزارة العمل وكأنَّها مؤسسات تجاريَّة دون اعتبار دورها الرائد في التعريف بحضارة المملكة ودينها ومنهجها المعتدل، وأرى أن هناك حاجة لتفهم رسالة هذه المكاتب واعتبارها جزءًا لا يتجزأ من وزارة الشؤون الإسلاميَّة، ومعاملة دعاتها وموظفيها على أنهم عاملون بهذه الوزارة من حيث الامتيازات والتسهيلات لهم في مختلف القطاعات الحكوميَّة والاجتماعيَّة والصحيَّة، لأنَّهم في الواقع يعملون بِكلِّ تفانٍ ومثابرة في تعزيز الولاء والوفاء لهذا البلد الكريم.
وقال: إن المكتب، في صدد صبِّ خلاصة جهوده وإمكاناته المادِّية والمعنويَّة لبناء وتأسيس مبنى له يلبي طموحاته الكبيرة ويحقِّق تطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله والداعمين لأنشطة المكتب من أهل الخير في بلادنا فيما يتعلّق ببذل الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، ونأمل أن يكون هذا المبنى أحد المعالم الحضاريَّة لمحافظة خميس مشيط بإذن الله.