العيد هو اسم لكلِّ ما يعود ويتكرّر وهو الفرح والسرور والبهجة والابتهاج، بمناسبة تعود كل عام على المسلمين في عيديْ الفطر والنحر، وعيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان المبارك وهو عبادة عظيمة والركن الثالث من أركان الإسلام، وعيد النحر يأتي في يوم عشر ذي الحجة وهو بعد عبادة عظيمة كذلك، وهي حج بيت الله الحرام والركن الخامس من أركان الإسلام، لذلك أعيادنا ترتبط بعبادات خلاف أعياد الأمم الكافرة التي ترتبط بأمور دنيوية ولن أدخل في تفاصيل تلك الأعياد، ويهمني وضعنا نحن في أعيادنا التي يجب علينا أن نتواصل من خلالها، وأن نغتنم الفرصة لتسوية الخلافات والاختلافات بين الأقارب والجيران، وأن نبرّ والدينا ونُسعد أهلنا وأبناءنا في هذه الأعياد المباركة .. المسلمون ليس لهم إلاّ عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى، لما جاء عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ.» سنن أبي داود 1134، ومما لاشك فيه إنّ هذين العيدين هما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها، عندما أسترجع ذكريات الأعياد الماضية والأعياد في هذه الأيام، أجد هناك اختلافاً وفتوراً في التواصل بين الأقارب وإحياء أيام الأعياد بالتزاور كالسابق، قد يكتفي البعض بإرسال رسالة أو اتصال ويبقى في منزله حتى وإن كان قريبه في نفس الحي أو في الشارع نفسه الذي يسكن فيه، أما في السابق منذ العودة من المصلّى وهم يكثرون التكبير ويتجوّلون بين الأحياء وبين المنازل حتى يقفوا على كل منزل في الحي أو في القرية، وطبعاً لم يختلف العيد ولم تختلف الأمكنة بل الإنسان هو الذي اختلف وتساهل في شعائر العيد.. آمل أن نراجع أنفسنا وأن نستشعر مقاصد هذه الشريعة ومعانيها والله من وراء القصد..

وادي الفرع