كلنا نتمنى أن يوقف نزيف الدماء في سوريا لا لفترة عيد الأضحى فقط بل يوقف نهائياً لكن هيهات أن يوقف بشار قتل شعبه ولذا نقول: أي هدنة يتحدث عنها الأخضر الإبراهيمي بعد ماذا وماذا بعد؟ قتل وسلب ونهب وهدم مساجد ومنازل وإهلاك للحرث والنسل نساء ثكلى وشيوخ مرضى وأطفال قتلوا بدون رحمة.. أشلاء ممزقة وأطراف مبعثرة ودماء مسفوحة وصياح ونواح وتشتيت شعب بأكمله لا طعام ولا شراب ولا كساء ولا سكن والشتاء قادم.. البرد القارس وتفشي الأمراض بسبب قلة الغذاء وعدم وجود الدواء وعدم وجود المأوى.. ما نشاهده ونسمعه عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمسموعة والمشاهدة، مناظر مؤسفة جداً رغم التعتيم الإعلامي من قبل نظام الأسد.. مناظر القتل والهدم والمرض مقززة يندى لها الجبين وتذرف من أجلها العين دماً لا دمعاً ويريد الإبراهيمي هدنة! أي هدنة يا هذا؟!

هذه الهدنة التي تتحدث عنها من وجهة نظري لن تفيد مع طاغية الشام بل ستمنحه الفرصة للملمة شتاته وتجميع قواه وضرب شعبه بالنار والشنار.. هل يصدق أحد كائن من كان أن هذا الطاغية بشار سيوقف حرب الإبادة عن شعبه؟

إن كان لا بد أن تسعى فعليك بالسعي لتنحي بشار وتسليم السلطة للشعب بأسرع وقت ممكن أما سعيك هذا فإنه بدون جدوى وكمن يحرث في البحر أو يتبع السراب، شعب شرب مرارة القهر من رئيسه كيف تريد منه هدنة معه؟ ليست الحرب بين دولتين ولا بين شعبين مختلفين حتى تستطيع الاتفاق مع الأطراف المتناحرة لكنه حرب من طرف واحد بين رئيس دولة وشعبه.

أسأل الله في هذه العشر المباركة أن يبرم لأهل الشام أمر رشد وأن ينصرهم والله من وراء القصد..