|
مكة المكرمة - أحمد الحمادي:
تم أمس استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام؛ حيث يتم استبدال كسوة الكعبة الحالية بكسوة جديدة، وذلك بحضور المدير العام لكسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد باجودة وعدد من منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومن مصنع كسوة الكعبة المشرفة. وقد تم إنزال الكسوة الموجودة على الكعبة المشرفة واستبدال الكسوة الجديدة بها، وذلك باستخدام سلم كهربائي متحرك؛ حيث تم إنزال الكسوة الحالية وفك الحبال من الحلقات الحديدية البالغ عددها 47 حلقة في كل جهة من جهات الكعبة المشرفة، وتركيب الكسوة الجديدة مكانها
وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة أكثر من 20 مليون ريال، وتُصنَّع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمتراً، وبطول 47 متراً والمكوَّن من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
كما توجد تحت الحزام آيات قرانية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه (يا حي يا قيوم/ يا رحمن يا رحيم/ الحمد لله رب العالمين)، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة، ويطلق عليها البرقع، وهي معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف المتر، وبعرض ثلاثة أمتار ونصف المتر، مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجهاً من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.
وتمر صناعة الكسوة بمراحل عدة، هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر، ومرحلة النسيج، ويتم فيها تحويل هذه الشلل المصبوغة، إما إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام والستارة، أو إلى قماش حرير (جاكارد) المكون لقماش الكسوة. ومرحلة الطباعة يتم فيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين، وذلك تمهيداً لتطريزها، ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش (الجاكارد) لتشكل جوانب الكسوة الأربعة، ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيداً لتركيبها فوق الكعبة المشرفة.
وتبلغ كمية الحرير المستخدمة في الثوب نحو 700 كيلوجرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود و120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين.
وتتم صناعة الكسوة في مصنع كسوة الكعبة المشرفة الذي يحظى باهتمام كبير وعناية فائقة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وزوِّد بأفضل الآلات والمعدات الآلية والكوادر البشرية الوطنية المؤهلة والمدربة على هذه الحرفة المتميزة والفريدة من نوعها. ويجسد هذا الاهتمام مدى اهتمام ولاة الأمر في هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى هذا العهد الزاهر بالكعبة المشرفة وبالحرمين الشريفين وبالمقدسات الإسلامية في كل مكان.
ويُعدّ مصنع الكسوة مفخرة من مفاخر هذه البلاد ومأثرة من مآثرها المباركة، ويضم المصنع أقسام الصباغة والنسج اليدوي والآلي والطباعة والتطريز وخياطة الحزام والأعلام والستارة، ويعمل بها أكثر من 240 موظفاً من الطاقات السعودية المؤهلة والمدربة على هذه الصناعة المميزة.
وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة، إضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.