حوار - محمد العيدروس / تصوير - سليمان وهيب:

أعلن معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري أن التشغيل التجريبي لقطار الحرمين سيبدأ بين جدة والمدينة المنورة عام 2015م.

وأكد معاليه في حوار أجرته (الجزيرة) معه في المشاعر المقدسة أن قطار الحرمين، الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، سيحقق نقلة نوعية كبرى في عملية تنقلات الحجاج والمعتمرين في المشاعر المقدسة بكفاءة وراحة تامة.

وأشار إلى أن هناك أربع محطات رئيسية للقطار في كل من مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومدينة جدة والمدينة المنورة وأخيراً مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

وكشف معاليه عن بدائل حديثة تم إيجادها لتفكيك الزحام والضغط على طريق جدة - مكة السريع الحالي، وذلك بأربعة مشروعات لهذا الشأن.

ونفى معاليه نية وزارته فرض رسوم على عدد من الطرق لتحاشي الازدحام، وقال: «مشروعاتنا كبرى، وميزانيتنا سخية بدعم المليك، والتحدي الوحيد هو البحث عن مقاولين أكفاء في تنفيذ مشروعاتنا».

وفيما يأتي الحوار:

معالي الوزير، ما أحدث مستجدات قطار الحرمين والمحطات التي سيمر بها والفترة الزمنية المتوقع اكتماله خلالها؟

- أود أن أشير أولاً إلى أن من أهم أهداف قطار الحرمين، التي رسمها له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو المساهمة بشكل فاعل في خدمة الحجيج ضيوف الرحمن، من خلال تسهيل عملية تنقلاتهم إلى المشاعر المقدسة وأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة، وكذلك خدمة المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف؛ لذلك هناك أربع محطات رئيسية ومحورية لقطار الحرمين: الأولى في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، والثانية في جدة، والثالثة في المدينة المنورة، والرابعة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وأجزم بأن قطار الحرمين سيحقق نقلة نوعية كبرى، وسيسهم بشكل فاعل، وبكفاءة عالية وراحة تامة، في تنقلات الحجاج والزوار والمعتمرين.

هل لديكم أرقام حول التكاليف التقريبية لمشروع القطار؟

- بشكل دقيق لا تحضرني أرقام الآن، إلا أنه سبق أن أعلنت التفاصيل عند توقيع العقود لبعض مشروعات القطار، سواء للمحطات أو الأعمال الميدانية التي بدأت تظهر للعيان، ومن خلالها سُلِّمت المرحلة الأولى، وسيكون الجزء الثاني والمرحلة الأخيرة مختصَيْن بالنواحي الكهربائية وتصنيع وتشغيل العربات.

ومتى تتوقعون - معالي الوزير- أن يتم الانتهاء من مراحل المشروع كلها؟

- كما تعلم هذا المشروع كبير جداً، وأطواله تتجاوز الـ450كم، ويربط (مكة المكرمة - جدة - المدينة المنورة - مدينة الملك عبدالله الاقتصادية)، إضافة إلى أنه يمر بأودية وجبال تخترق المدن، وبإذن الله سنبدأ في التشغيل التجريبي للقطار بين (جدة والمدينة المنورة) في عام 2015م.

أتساءل - معاليكم - عن وضعية الطريق السريع الحالي بين جدة - مكة المكرمة وازدحامه الشديد، وعدم وجود بدائل له في ظل زيادة الحجيج والمعتمرين والزوار..

- هناك بدائل عديدة لهذا الطريق المحوري المهم، ولدينا مثلاً الطريق القديم بين جدة ومكة المكرمة، وقد قمنا بإصلاحات كبيرة في الجزء الذي يقع تحت صلاحيتنا؛ ليكون به 8 مسارات، وهذا في تصوري بديل مهم، وتحديداً للمدن الصغيرة التي تقع على جوانبه. أيضاً لدينا مشروع ضخم، وهو عبارة عن طريق بديل يربط جدة - مكة المكرمة، وسوف يكون له دور كبير في تسيير الحركة وفك الضغط عن بقية الطرق، ونحن مهتمون جداً بهذا الطريق، ولا ننسى البديل الرابع وهو قطار الحرمين، الذي سيغطي هذا الطريق، وسيكون أساسياً في عملية النقل.

معالي الوزير، هل تؤيدون رؤية فرض رسوم على استخدام طرق معينة لتخفيف الزحام وسرعة الوصول، خاصة في المدن الكبرى مثلما هو مطبَّق في بعض دول العالم؟

- أعتقد أنه ليس هناك مجال لهذا الوضع في الوقت الحالي، وقد جرت العادة على أنه لا يتم تطبيق هذا الإجراء إلا في حالة عدم وجود مشروعات أو ميزانيات ملائمة، ونحن - بحمد الله تعالى -لدينا مشروعات وشبكة طرق واسعة وبنية تحتية هائلة، كما أن ميزانيتنا تحظى بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - ولا نعاني نقصاً في المشاريع، وأعتقد أنه لو كان هناك تحدٍّ فهو يكمن في وجود مقاولين أكفاء، وبأعداد كبيرة، تسهم بقوة في تنفيذ المشاريع.

وماذا عن أحدث مشروعاتكم لموسم حج هذا العام؟

- التكاليف الإجمالية للمشروعات التي نفذتها وزارة النقل، والتي سيُستفاد منها في موسم هذا العام، تقدَّر بأكثر من 40 مليون ريال، وهذه المشروعات تشمل:

- مشروع صيانة وتحسين مداخل مكة المكرمة.

- إنارة طرق شرق مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بطول 20 كيلومتراً.

- ازدواج طريق ميقات الجحفة.

- مشروع الصيانة الوقائية لطريق مكة - المدينة السريع ولطرق عرفات الطويلة والدائري الخارجي.

- تحسين طريق رقم 9 من مزدلفة لعرفات.

- استكمال تحسين طرق النقل العام بين مزدلفة وعرفات.

- معالجة تساقط الصخور بطريق المشاة. كما تم اعتماد خطة لموسم حج هذا العام، تهدف إلى تطوير وتحسين خدمات النقل في الحج، ومتابعة أداء المرافق والأنشطة الخاضعة لإشراف الوزارة، وإجراء بعض الدراسات العلمية والميدانية بغرض الوصول إلى نتائج تؤدي إلى تحسين أداء أنظمة وعناصر النقل في الأعوام القادمة، والتنسيق مع الجهات المختصة لهذا الغرض. مبيناً أن من مهام الوزارة القيام بمتابعة خدمات الشركة السعودية للنقل الجماعي؛ حيث يقوم فريق من الوزارة بمتابعة تنفيذ خطة الشركة من خلال زيارة مواقع محطات الشركة بمكة المكرمة وجدة ومواقف حجز السيارات الواقعة بمداخل مكة المكرمة، ومتابعة خدمة النقل العام الجماعي من المواقف إلى محطات الوصول بمكة المكرمة، كما تتم متابعة الخدمات الداخلية للشركة بمدينة مكة المكرمة للتأكد من التزام الشركة بتنفيذ خطتها التشغيلية، وتقييم الأداء في المحطات الرئيسية ومواقف حجز السيارات ومحطات الإركاب، وكذلك تقييم حافلات الشركة المستخدمة والإشراف على خطة النقل العام خلال أيام التشريق، ويقوم فريق من الوزارة بالاشتراك مع الجهات المعنية الأخرى بمتابعة والإشراف على خطة النقل العام داخل منى، ومن منى إلى الحرم المكي، خلال أيام التشريق للتأكد من تجهيز المسارات والمواقع والمحطات كافة حسبما ورد في الخطة المعتمدة، والتأكد من توافر الحافلات وجاهزيتها قبل بدء التشغيل، والتنسيق مع الجهات المعنية في المواقع المختلفة للتأكد من جاهزيتهم واستعدادهم للمساهمة في تنفيذ الخطة، ومتابعة تنفيذها فعلياً منذ بدايتها حتى نهايتها، والعمل على تذليل أي صعوبات أو عوائق، إضافة إلى رصد ومتابعة وتقييم خدمات النقل العام على الخطوط الترددية الثلاثة المقترحة لخدمة الدور الثاني لجسر الجمرات بمشعر منى، التي تهدف إلى رصد الخدمة والتعرف على أهم خصائص الأداء والتشغيل لخدمة النقل العام على الخطوط المقترحة، وتحديد المعوقات والصعوبات التي تواجه الخدمة، واقتراح الحلول المناسبة لتطوير الخدمة؛ حيث سيتم تخصيص الخطوط الترددية الثلاثة المقترحة لخدمة النقل العام فقط، وعزلها عن حركة المشاة، وتخصيصها لخدمة الدور الثاني لجسر الجمرات، ورصد ومتابعة دخول الحافلات الأجنبية من بعض المنافذ الحدودية؛ حيث تم تشكيل عدد من فِرق العمل، توجد على مدار الساعة بالمنافذ البرية التي لها علاقة بدخول حافلات نقل الحجاج وحافلات العمالة الموسميةلتي تدخل من تلك المنافذ، وتم تشكيل فِرق عمل كذلك للقيام بجولات تفتيشية على الشركات والمؤسسات المرخص لها لمتابعة ومراقبة أداء مشغلي تلك الأنشطة للتأكد من الالتزام باللوائح والأنظمة، ومراقبة تعامل العاملين بهذه الشركات مع الحجاج، وعدم استغلالهم برفع أسعار تقديم تلك الخدمات، ومتابعة الخدمات على الطرق، وتشكيل فرق لمتابعة أعمال فرق الصيانة التي تعمل على الطرق السريعة والمؤدية إلى الأماكن المقدسة، وتقييم مستوى الأداء لمحطات الخدمات للمسافرين وتوافر اللوحات الإرشادية، ومراقبة محطات وزن الشاحنات وعدادات الحركة المرورية من حيث المواقع والحالة التشغيلية لها والإشراف والمتابعة لمشروعات الوزارة بمنطقة المشاعر المقدسة. وقد شكَّلت الوزارة كذلك فِرقاً لمتابعة أعمال الصيانة للطرق داخل منطقة المشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها، والتأكد من قيام المقاولين بالتزاماتهم تجاه إصلاح أي تلفيات بالطرق أو بالسياجات المحيطة بها، وكذلك صيانة مواقف حجز السيارات ومتابعة أعمال الكهرباء والإنارة واللوحات الإرشادية لجميع الطرق والأنفاق والجسور والمواقف التابعة للوزارة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والمشاركة في الخطة العامة للدفاع المدني وفي غرفة عمليات الدفاع المدني والقيادة والسيطرة؛ حيث تكلِّف الوزارة فريق عمل للمشاركة في غرفة عمليات الدفاع المدني وغرفة عمليات القيادة والسيطرة للعمل على مدار الساعة بالقيام بتلقي بلاغات أو استفسارات تخص المرافق التابعة للوزارة، مثل الطرق والأنفاق والجسور والمواقف والإنارة، والتنسيق مع الجهات المختصة في الوزارة لمعالجة ما ورد من ملاحظات، والتأكد من تنفيذ العمل المطلوب.