سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك بعد التحية والاحترام
ما زالت صحيفة «الجزيرة» تمتاز بوجود كوكبة رائعة من كتاب الرأي العام يندر وجودهم في مواقع أخرى.. وما زال كتاب «الجزيرة» يغردون وحدهم خارج السرب ويبدعون دوماً بتناول وطرح كافة القضايا التي تهم وتشغل بال كثير من أبناء هذا الوطن الغالي علينا جميعاً.. وكعادة تميز «الجزيرة» وإبداع كتابها, فقد قرأت في عددها رقم (14634) مقالاً للكاتب الدكتور عبدالعزيز جارالله الجارالله بعنوان (الطريق الدولي طريق الجامعات) يتحدث فيه عن أهمية الطرق السريعة, وأشار إلى طريق القصيم السريع وما يشهده من حركة مرورية مزدحمة, وذلك نظراً لأن هذا الطريق يعتبر شرياناً رئيساً يربط منطقة الرياض بعدد من المناطق والدول العربية المجاورة التي يمر بها مثل مناطق القصيم وحائل والجوف ودولة الأردن وبقية بلاد الشام, إضافة إلى أنه يخدم الآلاف من طلاب وطالبات الجامعات الواقعة على الطريق كما ذكر الكاتب.
ولا شك أن الطرق السريعة التي أُنشئت بتوجيه ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين والقيادة الرشيدة في هذا العهد الزاهر, وفي عهودٍ ماضية, قد ساهمت بشكلٍ كبير في اختصار مئات الكيلو مترات على المسافرين, كما هو الحال بعد افتتاح طريق حائل - الجوف السريع الذي اختصر ما يقارب الـ(500) كم.. كما ساهمت الطرق السريعة في إنعاش الحركة الاقتصادية والإنمائية في المناطق والمحافظات والمراكز التي تمر بوسطها أو بالقرب منها.. وهذا بلا شك جانبٌ مضيء, ومؤشر إيجابي من شأنه أن يحقق مزيداً من التطور والتقدم والنمو والازدهار لأبناء تلك المناطق.
ولأن هناك مناطق ربطت فيما بينها بطرق سريعة أو مزدوجة ومباشرة.. إلا أن هناك على النقيض الآخر مناطق ما زالت تنتظر دورها في ربطها مع بعض مناطق المملكة بشبكة طرق سريعة ومباشرة.. ومن هذه المناطق التي تنتظر دورها في الربط (منطقة نجران) في جنوب المملكة, وهي منطقة حيوية ومهمة, ويتواجد فيها الآلاف من أبناء المناطق الشمالية والشمالية الغربية والقصيم والشرقية الذين يعملون في القطاعات العسكرية والتعليمية والصحية وغيرها, فكلهم طريقهم واحد إلى نجران وهو طريق الرياض - وادي الدواسر الذي يمر بعدد كبير من المحافظات والمراكز.. وهذا يعني أن القادم من مناطق الشمال والقصيم وتبوك والجوف باتجاه نجران لابد له من أن (يشرق ثم يغرب) وهو ما يسبب أرقاً وقلقاً لكل المسافرين عبر البر.. وكان من المفترض وجود طريق سريع من منطقة القصيم مثلاً إلى نجران عبر محافظة السليل دون مروره بالرياض ومحافظاته الغربية الجنوبية, كي يخفف المعاناة ومشقة الطريق على المسافر ويختصر عليه المسافة.
ولا أعتقد أن وزارة النقل تغفل عن هذا الجانب.. ونتطلع مستقبلاً أن نسمع ما يبشر بالخير باعتماد إنشاء طريق سريع يربط مناطق الشمال وما جاورها بمنطقة نجران مباشرةً, وهو حلمٌ طال انتظاره.. فهل يتحقق قريباً؟.
منصور شافي الشلاقي - تربة حائل