تعتبر فنلندا قبلة لكل أولئك الباحثين اليوم عن تطوير تعليمهم. تريدون أن تعرفوا سر تطور التعليم الفنلندي؟ إنه المعلم: اختياراً وإعداداً وتدريباً. تقول أدبيات التربية والتعليم: إن أثر عامل المعلم على تطور التعليم يعادل عشرين مرة أثر أي عامل آخر يأتي بعده مباشرة.
إن مجرد عنايتنا بعامل المعلم بمفرده سوف يضمن لنا وبنسبة تصل إلى 70 % تحسناً في فاعلية وجودة تعليمنا، بل ولن يكلفنا ذلك أموالاً طائلةً. ما الذي فعله الفنلنديون من أجل المعلم؟. إليكم جزءًا مما فعلوا.
أولاً: جعلوا مهنة التعليم جاذبة اجتماعياً واقتصادياً بحيث أصبح يتنافس على كل وظيفة معلم ستة متقدمين. بل أصبح نخبة الطلاب الخريجين يتنافسون على الالتحاق بكلية التربية، ثانياً: اختيار المعلم الفنلندي يخضع لأشد المعايير، خصوصاً تلك المعايير المتعلقة بسلامة وضعه النفسي وسجله الأمني، إضافة إلى تمكنه العلمي، ثالثاً: لم يعد يكتف الفنلنديون بدرجة البكالوريوس كشرط لدخول مهنة التعليم، درجة الماجستير أصبحت هي الحد الأدنى لدخول مهنة التعليم، رابعاً: لم يرهقوا المعلم بإعداد كبيرة من الطلاب، بل وفروا له كل احتياجاته المهنية والإنسانية فأصبح المعلم الفنلندي لا يعاني من الانطفاء أو الاحتراق المهني (Burn Out) الذي يعاني منه المعلم العربي.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود