الجوف - أحمد الحجاج:
لم يعد مستغربًا أن تشاهد كشافًا أو جوالاً يدفع بحاج أو حاجة على عربة ويقطع به المسافات الطوال التي تحسب بالكيلومترات ليوصله إلى أهله وذويه أو مقر حملته بعد أن تاه في المشاعر أو انهكه التعب أو انتهت فترة علاجه بالمستشفيات والمراكز الصحية، وتعجب من القدرة الجسمية واللياقة البدنية التي يتمتع بها هؤلاء الشباب الذين يعملون بحماس منقطع النظير في عمل تطوعي قل وندر أن تجد له مثيلاً، لا يرجون إلا الأجر والثَّواب من الله سبحانه وتعالى، ثمَّ حبهم للعمل وخدمة الآخرين وإحساسهم بالواجب تجاه ضيوف الرحمن، ويخضع هؤلاء الكشافة والجوالة قبل مشاركتهم في تلك المعسكرات لدورات في الياقة البدنية تشترطها جمعية الكشافة العربيَّة السعوديَّة عليهم، تتعلّق بمكونات اللياقة البدنيَّة وطرق تنميتها والتعرف على ما يتعلّق بالصحة والمجهود البدني والعلاقة بين التغْذية واللياقة.
ولا يقتصر عملهم البدني على ذلك، فقد يُضْطر الكشاف أحيانًا إلى حمل أمتعة الحاج أو حمله هو بنفسه في أحيان أخرى عندما ينهك ويعييه التعب أو قد يجد حاجًا أو حجاجًا تائهين في طريقه، فيُضْطر إلى توصيلهم إلى مقارهم أو إلى مراكز الإرشاد وهو ما يعني مسافة أخرى يقطعها ذلك الحاج أو الكشاف.