في البدء أقول لكم جميعاً: كل عام وأنتم بخير، وأبشركم وأنتم أدرى بما أبشركم به بأن الإسلام بخير، وأنه هو الحق والخير، وأن الرابح من اهتدى إلى ما فيه من الحق والخير والتزم به وغسل به أدران الهوى والشك والشرك والشهوات والشبهات.
كل عام والإسلام بخير، وفي مواسمه العظيمة دليل على ذلك، ومن أجلِّ تلك المواسم وأعظمها موسم الحج، الذي أرى أن من أصدق ما يُوصف به (مهرجان الكون) لأنه اجتماع عالمي بالمقاييس كلها دينياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، فهو مهرجان الكون الأكبر.
حاول الملحدون وما زالوا يُحاولون أن ينالوا من عظمة الإسلام فأخفقوا أشد الإخفاق، تحدثوا عن الإسلام بلغة الاستهانة والاستهزاء واستغلوا وسائل النشر المختلفة قديماً وحديثاً، وتبنت أفكارهم المعادية للإسلام دول كبرى وصغرى ومنظمات دولية ومؤسسات خاصة وعامة، وأنشأوا لمحاربة الإسلام مراكز بحثية وثقافية وإعلامية وفنية وأدبية، وأنتجوا ملايين الأعمال الثقافية التي تُشكك في الإسلام ومنهجه العظيم، فماذا كانت النتيجة؟
يأتي موسم رمضان كل عام ليصفع أهل الباطل صفعة قوية كفيلة بإيقاظهم لو كانوا يعقلون، يحتفل كل مسلم بموسم صومه احتفالاً نابعاً من الروح، خارجاً من أعماق القلب مؤكداً للملحدين جميعاً سواء من كان منهم غربياً أو شرقياً أم كان من أتباعهم من أبناء جلدتنا، أن الإسلام هو الصرح العظيم الذي تتحطم عليه معاول الإلحاد والفساد.
ويأتي موسم الحج الأكبر كل عام ليرسم لوحته البديعة التي لا مجال لإخفائها عن الأنظار، لوحته التي تبهر عقول الملحدين وتحطم معنويات المفسدين، وتغرس اليأس في نفوس أعداء الدين، وتصيب الحاقدين بالإحباط وتشعرهم بالإخفاق، وتحرق كل ما كتبوا من الأوراق.
نعم، كل عام والإسلام بخير، تراه الأعين، وتقر به القلوب، وتهتف به الألسن (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) وتتعالى به الأصوات المؤمنة بالله (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)، فإذا بملاحدة المفكرين والأدباء وضالي المثقفين يشعرون بالهزيمة والصغار أمام هذا الصفاء والنقاء والشموخ.
إشارة
كل عام والإسلام بخير، وأنتم جميعاً بخير.