تمكن الفريق الجراحي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي من استئصال ورم بالغدة الجاردرقية، تسبب في ضرر بالغ الخطورة لمريضة تبلغ من العمر 34 عاماً، نتيجة إفرازه هرمونا بالدم يسمّى (Parathyroid hormone) والذي يعمل طبيعياً على تنظيم الكالسيوم بالجسم، ولكن في حالة المريضة كان الهرمون يفرز بشكل مفرط، مما تسبب في ترقق العظام وحدوث كسور مختلفة بدأت في منطقة الحوض وآلام شديدة متكررة واضطرابات في أملاح الدم. وإذا لم تعالج المشكلة قد يؤدي ذلك إلى الوفاة نتيجة تشنج عضلة القلب لا سمح الله. ذكر ذلك الدكتور أحمد غسان كلوب استشاري الجراحة العامة، الحاصل على البورد الأمريكي في الجراحة العامة والعناية الحثيثة ورئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف بأنه تم كشف غموض ترقق العظام السريع عند المريضة، بعد مراجعة الفحوصات المخبرية، التي أظهرت وجود ارتفاع كبير في نسبة الكالسيوم بالدم فوق المعدلات الطبيعية، الأمر الذي يشير إلى حدوث خلل في الهرمونات التي تنتجها عموم الغدد بالجسم. وبعد الفحص بالرنين المغناطيسي (M.R.I) الألتراساوند (Ultrasound, High Definition)، تم الوصول إلى وجود ورم في إحدى الغدد الجاردرقية الأربعة الموجودة برقبة المريضة وتحديد مكان هذا الورم.

واستطرد استشاري الجراحة العامة بأنّ العملية استغرقت ساعة واحدة وتم فيها إزالة الورم بالكامل البالغ طوله 1.5 سم وعرضه 2 سم وذلك بتحديد الشريان المتجه إلى الغدة وإغلاقه وعمل قياس ومراقبة لمستوى الهرمون أثناء العملية، للتأكد من إزالة الورم المسبب للمشكلة دون إلحاق أي ضرر في الغدد المجاورة. مفيداً بأنه تم التأكد من أن نسبة الهرمون في دم المريضة عاد إلى مستوياته الطبيعية، وذلك بإجراء فحص متطور سريع جداً أثناء الجراحة لا يستغرق أكثر من 30 دقيقة، ونتائجه عاليه جداً مقارنة بالفحص النسيجي المجمّد الذي كان يحتاج إلى ساعتين على الأقل لمراجعة نتائجه، بالإضافة إلى افتقاره الدقة في أحيان كثيرة.

وأوضح الدكتور كلوب أنه تم إجراء العملية باتباع التكنيكات الجراحية الحديثة (Minimally Invasive Parathyroideceomy) من خلال فتح جراحي بسيط لا يتجاوز 2 سم، مقارنة بالعمليات التقليدية التي كان يصل فيها الفتح الجراحي إلى 10 سم للبحث عن الورم وإزالته.

وفي الختام قال الدكتور كلوب إن العملية أجريت بنجاح تام ولله الحمد، إذ تم إجراء فحوصات الدم بعد الجراحة، والتي أشارت إلى أن الهرمون والأملاح عادا إلى مستوياتهما الطبيعية. كما تم إخضاع المريضة للعلاج الطبيعي وعلاج كسور الحوض بنجاح تام في عملية منفصلة أخرى، وخرجت من المستشفى بعد أسبوعين وهي بصحة جيدة.