الجوف - أحمد الحجاج:
حينما قال المؤلف لازلوجاني في كتابه (250 مليون كشاف) إن الكشفية تقدم للولد أسلوباً تربوياً يتعلم من خلاله كيف يتطور من راشد إلى كبير إلى معلم وكيف يتخلص من الاعتماد على من هو أكبر منه، لم يأت كلامه ذلك من فراغ ولم نكن لنجد له مثالاً حياً مثل موقف الكشاف الصغير محمد اليحيى، الذي لم يسمح له سنه ومرحلته الدراسية والكشفية بالمشاركة في معسكرات خدمة الحجاج، الذي احتج لدى والده على عدم تمكينه من المشاركة أسوة بإخوته الذين يعملون في خدمة الحجاج بالمشاعر في قطاعات مختلفة بقوله: «أنا رجال ماذا ينقصني.. جربوني ثم أحكموا عليَّ». يقول والده الذي يعمل بمكة ضمن العاملين في مشروع خادم الحرمين الشريفين رسل السلام: لم أتفاجأ بطلبه هذا، فقد غرست في جميع أبنائي حب العمل التطوعي والاعتماد على النفس، وهو ما علمتني إياه الكشفية التي تعد الفتى إعداداً خلقياً واجتماعياً ونفسياً، وتستثمر فراغه بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة مع مراعاة ما تقتضيه القيم والتقاليد الاجتماعية في المجتمع. يقول اليحيى: إنني أدرك ذلك الهدف النبيل وسعيت إلى تحقيقه من خلال الوسائل والطرق الكشفية والأنشطة والبرامج التي يشتركون فيها مع أقرانهم في المدارس والجامعات، فكان أن تحقق ما أصبو إليه، وأضاف: عندما شاهدنا وإخوته نشد الرحال إلى مكة كل منا في اتجاهه قرأت في عينيه حزنه على عدم مشاركته لنا في الخدمة وشرحت له أنه حينما يكبر فيمكنه المشاركة ولكن لم يقتنع وما زال يرى أنني أخطأت في حقه من عدم إشراكه حتى أحضرت له كتاباً يحتوى على شروط اشتراك الكشافة والجوالة في الحج ومنها أن يكون في المرحلة الثانوية أو جامعياً فاقتنع بذلك.