قد تضطر أحياناً لمراوغة الحياة لتعيشها، وذلك حين تقلبها لتكون كما تريد فتنقلب عليك، أو تبدأ هي بتقليبك حتى تخال أنها ستنال من عظامك بعد لحمك..!
قد تراها أحياناً بسيطة وساذجة فلا تلقي لها بالاً، وقد تكبر أحياناً أخر في عقلك ودواخلك فتراها بأهمية أن تصارع لأجلها وأن لا تيأس لآخر رمق.
يقال إننا نعيش الواقع فيصل بنا للقبر، ونعيش ما نريده في الحلم فقط.
تلك الحقيقة المزجاة، لا يجب أن تقعس بنا عن طموحنا ومآربنا وحياتنا، وكذلك لا يجب أن نذهب بها كل مذهب فنخرج منها حفاة وقد ظننا الوفرة والغنيمة.
يقول أفلاطون: إنّ السعادة هي معرفة الخير والشر، ولكن يكثر غيابهما كمفهوم حياتي ديناميكي، وقد جاء على لسان محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}.
لنغرِّد الآن خارجاً عن كلِّ هذا.. أقول مبارك من أعطى ونسي ومبارك كذلك من أعطى وذكّر.. غير أن لا تجعل ذلك ديدنك، ولكن حين تحين ساعة الجحود فذكر:
قالت لي مرة صديقة «تدرين» بفترة من فترات حياتي بعد أن رحل والداي اضطررت للعيش كرجل حتى حسبت أنه سينبت لي شنب!، ولو أني لم أفعل ذلك وتركت دراستي ووظيفتي، لوجدتني الآن أسأل إخوتي المائة أو المائتين، ولكني استبسلت طالبة للعلا، فأنا الآن أتقلّب في النّعماء كما تقلّبت في الشقاء يوماً، وهذه هي الحياة في أجلّ صورها.. في أمان الله.
كاتبة وفنانة تشكيلية