كنت في رحلة برية في منطقتي الجوف، كنت أتمعّن بشغف فنوناً قد رُسمت على الصخور بين الجبال والرمال، هي حكايات لأُناس قد سكنوا هذه الأرض فرسموا وكتبوا بأدواتهم البسيطة، شيئاً من حياتهم وأفكارهم وأشعارهم، وما رأوه بأعينهم بالرسم على الصخور، فمنهم من كانوا من العصور الحجرية إلى الآشورية والثمودية والنبطية والعربية غير المنقطة والعبرية، كل تلك الحضارات جسّدت على صخرة واحدة تعاقبوا عليها بمرور الدهر.
وعدت إلى المنزل بعد هذه الرحلة وفي ذهني الكثير من الأسئلة وفضول يحرّكني للبحث عن إجابات لدلالات تلك الرموز وطقوس تلك الحضارات وترجمة كتاباتهم، وحين توغّلت ببحثي وجدت أشياء لم تخطر على بالي، فتوسّع الأمر إلى حد أنني توقفت على حافة جرف ذهني..
من ضمن بحثي قرأت عن الرحّالة بربنان الذي اكتشف في عام 1938م كهوفاً اعتبرها علماء الآثار واحدة من أهم اكتشافات العصر.. بل إنّ البعض قد اعتبرها أهم من اكتشاف مقبرة (توت عنخ آمون) الشهيرة. ووجدت داخل كهوف الطاسيلي نقوشاً عجيبة ورسوماً لمخلوقات بشرية تطير في السماء.. وترتدي أجهزة طيران.. ولسفن فضاء.. وروّاد فضاء.. ورجال ونساء يرتدون ثياباً حديثة كالتي نرتديها في زماننا الحالي، ورجال يرتدون لباس الضفادع وآخرون يجرون نحو أجسام اسطوانية غامضة.
وفي اكتشاف آخر لدى حضارات العراق، ظهر السومريون على صفحات التاريخ بصورة مفاجأة قبل ستة آلاف سنة، وبدأت كتاباتهم ناضجة قبل ثلاثة آلاف سنة، لم يكن هناك أي تدرُّج واضح في هذا الظهور الفذ الذي خط أول نواميس الحضارة، فقد دوّن السومريون عن شخوص قادمين من السماء، وهم من أصبحوا فيما بعد آلهة السومريين الذين صوّرتهم المخطوطات الطينية بشكل بشري كامل مع وجود الأجنحة في أغلب الأحيان.
الشاهد هنا لو جرّدنا ذواتنا من أي انتماء وتمعّنا بالموضوع من عدّة زوايا، لوجدنا أنّ من كتب آية من القرآن الكريم على أحد الصخور بالجوف أو بالمدينة أو في مكة المكرمة قبل 1200 سنة وكنا مؤمنين بمصداقية كتاباته، لماذا لا نصدق من رسم أو كتب قبل أسلافنا على صخور أخرى بما كانوا يرون، أو يؤمنون به واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لو أنّ السموات السبع و»عامرهن» والأرضين السبع جعلن في كفة، ولا إله إلاّ الله في كفة؛ لمالت بهن لا إله إلا الله).
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb