يقع حي النظيم أقصى شرق مدينة الرياض ويعد من أكبر الأحياء المكتظة بالسكان، وأشد ما تعانيه من الفوضى والعشوائية، لاسيما مداخله المتعددة التي تستغل كمواقف للشاحنات وورش السيارات واللحام وتصنيع خزانات الصفيح، كما تكثر الاستراحات الخاصة والمؤجرة داخل الحي والتي يتم تحويلها بعد الساعة الثانية صباحا سكنا للعمالة ومخالفي أنظمة الإقامة.

مَن يدخل الحي من غير ساكنيه يشعر بالوحشة، بل قد يكون من الصعوبة دخوله بسبب حفريات الشوارع وتلف الأرصفة نتيجة لتجاوزات أصحاب الشاحنات المتسببة بهبوط مستوى الإسفلت. والعجيب وجود العديد من الكسارات التي ينبعث منها الغبار وتضر بصحة السكان، وكذلك مصانع البلوك والخرسانة ومحارق النفايات داخل حدود الحي وبوسط سكن الناس حيث يتم حرق المخلفات بشكل يومي بدلا من نقلها لأماكن بعيدة!!

ولأن الحي ناءٍ عن قلب العاصمة، وبعيد عن عين رقابة الجوازات والبلدية؛ فإنه قد تحول لبيئة خصبة لتواجد العمالة ومخالفي الأنظمة على وجه الخصوص، حيث يمارسون العمل في مسالخ اللحوم ومحلات الدواجن العشوائية التي تهدد الصحة العامة وتشوه المنظر العام. وينتشر فيه - بصورة ملحوظة - الباعة الجائلون بسياراتهم لبيع الخضار والفواكه وغالبا ما تكون مجهولة المصدر، وليس ببعيد عنهم حظائر تربية الماشية من الغنم والإبل والتي تصدر منها روائح كريهة وقد تتسبب بأمراض مختلفة!!

ونظرا لانخفاض المستوى التعليمي والثقافي لأطراف الحي؛ فإنه من المؤسف وقوع جرائم جنائية لا تقف عند المشادات الكلامية، أو السرقة وتكسير المحلات التجارية، ولكنها تصل لإزهاق الأرواح، وهو ما يستوجب بث الوعي وتكليف بعض الدعاة للتحذير من هذه السلوكيات وتوجيه الشباب للعمل واستغلال الوقت بما يعود عليهم بالفائدة.

ويعد النظيم أحد أحياء الرياض الحيوية وواجهتها الشرقية، وسكانه مواطنون ووافدون أعزاء؛ لذلك يستحق الاهتمام به وبقاطنيه من حيث النظافة ومنع تسرب المياه القذرة من بعض المنازل وتوعية سكانها وتوجيههم للطرق الحضارية، فضلا عن توفير حدائق عامة وملاعب للأطفال، وإيجاد مراكز صحية كافية وإنشاء مستشفى متكامل لهم لكثافة أعدادهم حيث يضطرون لمراجعة مجمع الرياض الطبي بالشميسي البعيد جدا عنهم.

والحق أن الأمر يتعلق بالصحة والأمن، لذا بات من الضروري مراقبة المطاعم المندسة بحي النظيم ومتابعتها بصرامة، ووقف حرق المخلفات بطريقة عشوائية والسعي لإبعاد حظائر الماشية، ومنع دخول الشاحنات دون هدف، والتقصي عن مستأجري الاستراحات بعد منتصف الليل فهي قنابل موقوتة طالما كانت بعيدة عن عين الرقيب!