سوف أرمز لاسمي بالحرف (ل)، أنا طفلة لم أتجاوز (السادسة) من عمري بعد، أعيش مع (أبي) الذي أحبه كثيراً، رغم أنه منفصل عن أمي، إلاّ أنّ وجودي في ظلِّه ينسيني الكثير من فراقها، فأنا أفتخر به لأنه يُعَد ناشطاً ومحذِّراً وناصحاً من آثار المخدِّرات وأصدقاء السوء في العديد من (القنوات الفضائية) !. أحلامي ليست كبيرة فهي قريبة جداً من (سنوات عمري) القليلة، لا تتجاوز (لعبة صغيرة) تنسيني (فراق أُمِّي) أو حلوى من (زوجة أبي) أو ابتسامة من والدي لأرتمي في حضنه وأغفو (تاركة العالم وضجيجه) !.
دائماً ما أشاهد أبي يتحدث عن (دمار المخدِّرات وآثارها) وصحبة السوء في بعض (الفضائيات)، لا أفهم ما يقول ؟! ولا أعرف معنى (مخدِّرات) ؟! ولا أعلم من هم (صحبة السوء) الذين يحذِّر منهم ؟!.
الشيء الوحيد الذي أعرفه أنّ أبي يحدِّث (المجتمع) عن خطر وشيك !.
في إحدى الليالي كان (أبي غائباً)، نعم لم يكن (بالبيت) حينها، فقد كنت أنتظره ولكن (النوم غلبني) لأجد نفسي فريسة (لمدمن مخدِّرات) وحش من (أقربائي) قام بضربي وتحطيم جسمي (الصغير) !.
عرفت فيما بعد أنّ الأطباء أطلقوا على ما تعرّضت له حينها (بالعنف الأُسري) !.
لقد بقيت في (العناية المركّزة) ما يقارب الـ(90 يوماً)، لا أشعر بما حولي، فقط (صورة أبي) تدور في (مخيلتي) وأنا أسأله: لماذا لم تنقذني من هذا (الوحش الكاسر) يا أبي؟! أين كنت؟! لما ذا تأخرت ؟! فقد كنت أنتظرك (لأنام) في حضنك الحنون ولكنك لم تأت !.
الآن أنا (جسد بلا روح)، أدعو لي بالرحمة !.
فقد (غادرت الحياة) منذ بعض الوقت متأثرة بما حدث، إنها (غفوتي الأخيرة) بعيداً عن أبي، لأنّ (جسمي الصغير) لم يتحمّل هذا العنف من شخص (فقد عقله)، وتجرّد من مشاعره !.
إنّ ما يحزنني الآن وقبل أن يتم (دفني)، هو أنّ المجرم ومدمن المخدِّرات المتوحِّش الذي قام بتعذيبي وضربي حتى الموت هو (أبي) !!.
نعم هم يقولون (أبوك) من فعل ذلك !.
وأنا أقول قبل أن تدفنوني أريد أن أرتمي في (حضن أبي) للمرة الأخيرة !.
إنها المخدِّرات (لعنها الله) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com